أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

4975 - هل يجب على المستحاضة الغسل لكل صلاة؟

20-03-2012 36478 مشاهدة
 السؤال :
لقد سمعت بحديثٍ عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يوجب على المرأة المستحاضة أن تغتسل لكلِّ صلاة، فهل هذا صحيح؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4975
 2012-03-20

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد أخرج الإمام البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها (أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ رضيَ اللهُ عنها اسْتُحِيضَتْ سَبْعَ سِنِينَ، فَسَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَغْتَسِلَ، فَقَالَ: هَذَا عِرْقٌ، فَكَانَتْ تَغْتَسِلُ لِكُلِّ صَلَاةٍ).

وفي رواية الإمام مسلم عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها (أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ جَحْشٍ رضيَ اللهُ عنها خَتَنَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَتَحْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، اسْتُحِيضَتْ سَبْعَ سِنِينَ، فَاسْتَفْتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ هَذِهِ لَيْسَتْ بِالحَيْضَةِ وَلَكِنَّ هَذَا عِرْقٌ، فَاغْتَسِلِي وَصَلِّي) هذا أولاً.

ثانياً: الاستحاضة هي دم عِلَّةٍ يسيل من عِرقٍ من أدنى الرحم، وهو غير دم الحيض الذي يجري من قعر الرحم إذا دخلت المرأة سنَّ التكليف، وغير دم النفاس الذي يكون بعد الولادة.

ثالثاً: يختلف دم الاستحاضة عن دم الحيض والنفاس بأمورٍ منها:

1ـ الحيض له وقت ما بين سنِّ البلوغ إلى سنِّ اليأس، أما الاستحاضة فليس لها وقت معلوم.

2ـ الحيض دم تعتاده المرأة في أوقات معلومة من كلِّ شهر، أما الاستحاضةُ فهي دمٌ شاذٌّ يخرج في أوقات غير معتادة.

3ـ الحيض دم طبيعي لا علاقة له بأيِّ سبب مرضيٍّ، أما الاستحاضة فهي دمٌ ناتج عن فساد أو مرض، أو اختلال الأجهزة، أو نزف عِرقٍ.

4ـ لون دم الحيض أسود ثخين مُنتن له رائحة كريهة غالباً، بينما لون دم  الاستحاضة أحمر رقيق لا رائحة له.

5ـ دم النفاس لا يكون إلا مع الولادة.

رابعاً: عند جمهور الفقهاء لا يجب الغسل من الاستحاضة، لما روى ابن ماجه عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها قَالَتْ: (جَاءَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله، إِنِّي امْرَأَةٌ أُسْتَحَاضُ فَلا أَطْهُرُ، أَفَأَدَعُ الصَّلاةَ؟ قَالَ: لا، إِنَّمَا ذَلِكِ عِرْقٌ، وَلَيْسَتْ بِالحَيْضَةِ، اجْتَنِبِي الصَّلاةَ أَيَّامَ مَحِيضِكِ، ثُمَّ اغْتَسِلِي وَتَوَضَّئِي لِكُلِّ صَلَاةٍ، وَإِنْ قَطَرَ الدَّمُ عَلَى الحَصِيرِ).

وروى أبو داود عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُم، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أنه قال فِي المُسْتَحَاضَةِ: (تَدَعُ الصَّلاةَ أَيَّامَ أَقْرَائِهَا، ثُمَّ تَغْتَسِلُ وَتُصَلِّي، وَالوُضُوءُ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ).

وهناك قولٌ للإمام الشافعي رحمه الله تعالى بوجوب الاغتسال لكلِّ صلاة.

وبناء على ذلك:

 فلا يجب على المرأة المستحاضة أن تغتسل لكلِّ صلاة، بل يكفيها الوضوء، وهذا عند جمهور الفقهاء، وأما الحديث الذي أمر فيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بالاغتسال من الاستحاضة فهو محمول على الاستحباب لا على الوجوب. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
36478 مشاهدة