أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5951 - إيمان فرعون سيدنا موسى عليه السلام

26-08-2013 20589 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح بأن فرعون سيدنا موسى عليه السلام مؤمن، لأنه قال عندما أدركه الغرق: {آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِين}؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5951
 2013-08-26

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإنَّ فِرعَونَ سيِّدِنا موسى عليه السَّلامُ ماتَ كافِراً، كما دَلَّت على ذلكَ بَعضُ الآياتِ من القُرآنِ الكريمِ، والتي من جملَتِها قَولُهُ تعالى: ﴿وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَاب * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوَّاً وَعَشِيَّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَاب﴾.

وقَولُهُ تعالى: ﴿قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِين * آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ﴾. فاللهُ تعالى رَدَّ عليهِ بِقَولِهِ: ﴿آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِين﴾. ويَقولُ تعالى في حَقِّ من لا تُقبَل تَوبَتُهُم: ﴿وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ﴾. ويَقولُ تعالى: ﴿فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بالله وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِين * فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ الله الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُون﴾.

وكذلكَ أثبَتَ اللهُ تعالى فَسادَ فِرعَونَ بِقَولِهِ: ﴿وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِين﴾. وهذا خَبَرٌ، والخَبَرُ من الله تعالى لا يَقبَلُ النَّسخَ، ويَقولُ اللهُ تعالى في حَقِّ المُفسِدينَ: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوَّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين﴾.

وبناء على ذلك:

فَعِندَ جُمهورِ العُلَماءِ أنَّ فِرعَونَ عاشَ كافِراً، وماتَ كافِراً، وأنَّهُ من أشَدِّ النَّاسِ كُفراً، وأنَّهُ من أهلِ النَّارِ، وهوَ مُخَلَّدٌ فيها، وقد روى الترمذي عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُما، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَمَّا أَغْرَقَ اللهُ فِرْعَوْنَ قَالَ: ﴿آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ﴾. فَقَالَ جِبْرِيلُ: يَا مُحَمَّدُ، فَلَوْ رَأَيْتَنِي وَأَنَا آخُذُ مِنْ حَالِ الْبَحْرِ ـ أَيْ: طِينِهِ الْأَسْوَدِ ـ فَأَدُسُّهُ فِي فِيهِ ـ أَيْ: أُدْخِلُهُ فِي فَمِهِ ـ مَخَافَةَ أَنْ تُدْرِكَهُ الرَّحْمَةُ ـ أَيْ: خَشْيَةَ أَنْ يَقُولَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فَتَنَالُهُ رَحْمَةُ الله ـ». هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
20589 مشاهدة