أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

2337 - ما هي الاستخارة الشرعية؟

15-09-2009 168368 مشاهدة
 السؤال :
الاستخارة سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكن ما حكم الذهاب إلى بعض الشيوخ للمساعدة في الاستخارة، فيخبر هذا الشيخ بأن هذا الأمر خير أو شر؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 2337
 2009-09-15

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالاستخارة سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلِّمها لأصحابه الكرام، إذا أراد أحدهم أمراً أرشده رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هذه العبادة، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه الإمام البخاري عن سيدنا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ، يَقُولُ: (إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي ـ أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ ـ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي ـ أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ ـ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أَرْضِنِي. قَالَ: وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ).

فإذاً الاستخارة عبادة، والعبادة لا توكيل فيها، وما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم استخار لأصحابه الكرام.

والحقيقة أن هذه السنة صارت مهجورة عند عامة الناس إلا من رحم ربي عز وجل، وأرى من الواجب على هؤلاء المشايخ أن يوجِّهوا الناس إلى تطبيق هذه السنة النبوية.

وإن كان ولا بد من فعل هذه الاستخارة من قبل هؤلاء المشايخ فلتكن الاستخارة التي علَّمنا إياها النبي صلى الله عليه وسلم، وأن لا يستعيضوا عنها بعمليات حسابية.

وأما إخبارهم بأن الزواج خير أو شر فهذا تجاوز وتعدٍّ والله تعالى أعلم، لأن الله تعالى يقول: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ}، وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كما أخبرنا الله عز وجل عنه: {وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ}، فرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يطِّلع على الغيب إلا إذا أطلعه الله عليه، كما قال تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ}، فهل أطلع الله عز وجل هؤلاء المشايخ على الغيب؟ أم قالوا: هذا خير أو شر من خلال عمليات حسابية؟

وأخيراً أقول:

من همَّ بأمر فعليه بالاستخارة التي شرعها لنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يتشرَّف صاحب العلاقة بهذه العبادة حيث يطبِّقها هو على نفسه، فيصلي ركعتين، ثم يدعو بالدعاء الذي علَّمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وألا يوكِّل بذلك أحداً.

فإذا رأى انشراحاً في صدره، وتيسيراً في أموره، فليقدم على الأمر الذي استخار الله عز وجل فيه، وإذا رأى انقباضاً في صدره، أو تعسيراً في أمره الذي يستخير الله فيه فليصرف الأمر عنه، لأن هذا هو الخير في حقه إن شاء الله تعالى، ولا علاقة للمنامات في الاستخارة. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
168368 مشاهدة