أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

2587 - كيف يكون العبد شاكراً؟

31-12-2009 14980 مشاهدة
 السؤال :
قال تعالى: {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُور} كيف يكون العبد شاكراً لله عز وجل؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 2587
 2009-12-31

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالشكر شكران:

الأول: شكر باللسان، وهو الثناء على المنعم.

الثاني: شكر بجميع الجوارح بحيث لا يعصي العبد ربه تبارك وتعالى بالنعمة التي ساقها الله إليه، بل يُظهِر أثر نعمة الله عليه حيث يثني على الله تعالى بلسانه، ويشهد بأن النعمة من الله تعالى بقلبه، وينقاد في جميع جوارحه الظاهرة والباطنة لأوامر المنعم تبارك وتعالى.

وإذا أراد العبد أن يتحقَّق بالشكر لله تعالى حتى يكون من القليل الذين ذكرهم الله تعالى بقوله: {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُور} فعليه بالأمور التالية:

1ـ خضوع الشاكر لله عز وجل.

2ـ أن يحب الشاكر ربه تعالى على ما أسبغ عليه من نعم.

3ـ أن يعترف بأن النعمة من الله تعالى فضلاً منه وكرماً، وأنه لا يستحقُّ هذه النعمة.

4ـ أن يثني على الله تعالى، ويتذكر قوله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّث}.

5ـ ألا يستعمل النعمة في معصية الله عز وجل.

وينبغي على العبد أن يلحَّ على الله تعالى في الدعاء في أن يجعله من الشاكرين، وهذا ما علَّمه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه. جاء في سنن أبي داود عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ بِيَدِهِ وَقَالَ: «يَا مُعَاذُ وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ» فَقَالَ: «أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ».

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الشاكرين عند الرخاء، ومن الصابرين عند البلاء، ومن الراضين بمرِّ القضاء. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
14980 مشاهدة