أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

3564 - طلب منه أن يخطب له فتاة فخطبها لنفسه

09-12-2010 28560 مشاهدة
 السؤال :
طلبت من بعض أقاربي أن يخطب لي فتاة من أقاربنا، وسبب طلبي ذلك منه أن طلبه عند هؤلاء لا يُرَدُّ، ولكن عندما ذهب إليهم خطبها لنفسه، وأجرى العقد عليها، فهل عقده عليها صحيح أم لا؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 3564
 2010-12-09

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: فإن كنت قد خطبتها أنت أولاً لنفسك، ولم يعطك أهلها الجواب لا سلباً ولا إيجاباً، فلا يحلُّ له هذا الفعل الذي قام به، وذلك لقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المُؤْمِنُ أخُو المُؤمِن، فَلاَ يحِلُّ لِمُؤمِنٍ أنْ يبْتَاعَ عَلَى بَيْعِ أخِيهِ، وَلاَ يَخْطِبْ علَى خِطْبَةِ أخِيه، حتَّى يَذَر) رواه مسلم عن عقبة بن عامر رضي الله عنه. ولقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يَخْطُبُ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ، وَلا يَسُومُ عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ، وَلا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، وَلا عَلَى خَالَتِهَا، وَلا تَسْأَلُ الْمَرْأَةُ طَلاقَ أُخْتِهَا لِتَكْتَفِئَ صَحْفَتَهَا، وَلْتَنْكِحْ فَإِنَّمَا لَهَا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهَا) رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.

فإذا خطبها لنفسه بعد خطبتك لها، ولم تأخذ جواب خطبتك من أهلها فهو آثم، وإذا عقد زواجه عليها صحَّ عقده مع الإثم على هذا الفعل.

ثانياً: إما إذا لم تسبقه بخطبتها، ووكَّلته بخطبتها لك، وذهب وخطبها لنفسه، فقد خان الأمانة، ووقع في الخيانة، وهذا ليس من وصف المؤمن، بل هو من وصف المنافق، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ) رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه. وعقده عليها لنفسه بعد الخطبة صحيح مع إثم الخيانة.

وبناء على ذلك:

فعقد زواجه على تلك الفتاة صحيح في الحالتين مع الإثم، إما لإثم الخطبة على خطبة أخيه، وإما لإثم الخيانة في الأمانة.

وأسأل الله تعالى أن يعوِّضك خيراً، والخيرة في الواقع. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
28560 مشاهدة