أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

8322 - الشمس والقمر ثوران عقيران

26-09-2017 5058 مشاهدة
 السؤال :
ما صحة حديث: الشمس والقمر ثوران عقيران؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8322
 2017-09-26

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ جَاءَ في الحَدِيثِ الصَّحِيحِ الذي رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الشَّمْسُ وَالقَمَرُ مُكَوَّرَانِ يَوْمَ القِيَامَةِ». يَعْنِي مَطْوِيَّانِ وَقَدْ ذَهَبَ ضَوْءُهُمَا.

وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ الدَّانَاجِ قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ جَلَسَ فِي مَسْجِدٍ فِي زَمَنِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدَ قَالَ: فَجَاءَ الْحَسَنُ فَجَلَسَ إلَيْهِ فَتَحَدَّثَا.

فَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ثَوْرَانِ يُكَوَّرَانِ في النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

فَقَالَ الْحَسَنُ: مَا ذَنْبُهُمَا؟

فَقَالَ: إنَّمَا أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؛ فَسَكَتَ الْحَسَنُ. رواه الطَّحَاوِيُّ في مُشْكِلِ الآثَارِ وَقَالَ: صحيح.

لَقَدْ تَبَادَرَ إلى ذِهْنِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ في النَّارِ يُعَذَّبَانِ عُقُوبَةً لَهُمَا، لِأَنَّهُمَا عُبِدَا مِنْ دُونِ اللهِ تعالى، فَرَدَّهُ أَبُو سَلَمَةَ إلى مَسْأَلَةِ التَّصْدِيقِ بِقَوْلِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

وبناء على ذلك:

فَالحَدِيثُ الصَّحِيح: «الشَّمْسُ وَالقَمَرُ مُكَوَّرَانِ يَوْمَ القِيَامَةِ».

وَالرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ رِوَايَةٌ صَحِيحَةٌ كَمَا قَالَ الطَّحَاوِيُّ في مُشْكِلِ الآثَارِ.

وَيُكَوَّرَانِ في النَّارِ لِيُعَذِّبَا لَا لِيُعَذَّبَا، فَهُمَا يُعَذِّبَانِ أَهْلَ النَّارِ كَسَائِرِ المَلَائِكَةِ الذينَ يُعَذِّبُونَ أَهْلَهَا، قَالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارَاً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ﴾ مِنْ تَعْذِيبِ أَهْلِ النَّارِ ﴿وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾.

فَالشَّمْسُ وَالقَمَرُ مُعَذِّبَانِ لِأَهْلِ النَّارِ بِذُنُوبِهِمْ لَا مُعَذَّبَانِ فِيهَا إِذْ لَا ذُنُوبَ لَهُمَا، بَلْ عَلَى العَكْسِ مِنْ ذَلِكَ تَمَامَاً، قَالَ تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ﴾. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
5058 مشاهدة