أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6019 - من لم يجود القرآن آثم

27-11-2013 51311 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح بأن الذي يقرأ القرآن من غير تجويد آثم؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6019
 2013-11-27

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فلا خِلافَ بَينَ الفُقَهاءِ في أنَّ الاشتِغالَ بِعِلمِ التَّجويدِ فَرضُ كِفايَةٍ، وأمَّا العَمَلُ به فهوَ واجِبٌ على من يَقْدِرُ عَلَيهِ، لأنَّ اللهَ تعالى أنزَلَ به كِتابَهُ المَجيدَ، وَوَصَلَ إلَينا عن سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مُتَواتِراً بالتَّجويدِ.

وذَهَبَ المُتَأخِّرونَ من الفُقَهاءِ إلى وُجوبِ مُراعاةِ قَواعِدِ التَّجويدِ فيما يَتَغَيَّرُ به المَبنى ويُفسِدُ المَعنى، وإلى هذا أشارَ مُحَمَّدٌ الجَزرِيُّ في مَنظومَتِهِ في التَّجويدِ:

والأخْذُ بالتَّجويدِ حَتْمٌ لازِمُ   ***   من لم يُجَوِّدِ القُرآنَ آثِمُ

ويَقولُ رَحِمَهُ اللهُ تعالى في النَّشرِ: ولا شَكَّ أنَّ الأُمَّةَ كما هُم مُتَعَبَّدونَ بِفَهْمِ مَعاني القُرآنِ العَظيمِ وإقامَةِ حُدودِهِ، كذلكَ هُم مُتَعَبَّدونَ بِتَصحيحِ ألفاظِهِ وإقامَةِ حُروفِهِ على الصِّفَةِ المُتَلَقَّاةِ من أَئِمَّةِ القُرَّاءِ والمُتَّصِلَةِ بالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

وبناء على ذلك:

فمن كانَ قادِراً على تَعَلُّمِ أحكامِ التَّجويدِ لِتَصحيحِ تِلاوَتِهِ وَجَبَ عَلَيهِ أن يَتَعَلَّمَ، وإلا فلا، وذلكَ لِقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ» رواه الإمام مسلم عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عنها. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
51311 مشاهدة