أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

2172 - كيف نوفق بين قوله تعالى: والله يعصمك من الناس, ووفاة النبي    متأثراً بالسم؟

07-07-2009 11615 مشاهدة
 السؤال :
يقول الله تعالى: {والله يعصمك من الناس}، فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستطيع أحد قتله، ولن يتمكن أحد من ذلك، فكيف يكون التوفيق بين هذه الآية، والحديث الذي رواه الإمام البخاري: (كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: يَا عَائِشَةُ مَا أَزَالُ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِي أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ فَهَذَا أَوَانُ وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِي مِنْ ذَلِكَ السُّمِّ)؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 2172
 2009-07-07

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فجميع الرسل الذين حملوا رسالة وأُمروا بتبليغها لا يمكن أن يقتلهم أحد إلا بعد أداء الرسالة وتبليغها، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وسيد المرسلين قد عصمه الله من الناس فلا يمكن أن ينالوا من حياته أبداً. وحديث الإمام البخاري الوارد في الطعام بخيبر وأثر السم الذي وجده النبي صلى الله عليه وسلم، يدل على تلك العصمة، حيث إن السم عادة ما يكون سبباً مباشراً وسريعاً في القضاء على حياة آكله، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لما عصمه الله من الناس لم يكن السم أبداً مؤدياً لمفعوله الذي فيه، ولكن استمر النبي صلى الله عليه وسلم في أداء رسالته وتبليغها للناس بعد ذلك الطعام الذي أكل منه في العام السابع الهجري يوم خيبر وحتى العام الحادي عشر الهجري في شهر ربيع الأول يوم انتقاله إلى الرفيق الأعلى، فالعصمة موجودة، والسم لم يقطع رسالته، بل أتمها النبي صلى الله عليه وسلم على أكمل وجه.

ولما كان صلى الله عليه وسلم يودُّ أن يُقتل في سبيل الله وينال فوق درجات الحفظ والنبوة والرسالة والختمية والوسيلة والمقام المحمود والشفاعة وغيرها مما نعرفه ومما لا نعرفه درجةَ الشهادة، أعطاه الله درجة الشهادة حيث كان يجد ألم السم، وكان ذلك السم من ضمن الأسباب المرضية التي توفي وهو يحس بآثارها. إنها العصمة والشهادة والمعجزة. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
11615 مشاهدة