أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7973 - الكذب في ذكر الثمن

17-04-2017 295 مشاهدة
 السؤال :
ما حكم قول البائع للمشتري: لقد دفع لي ثمن هذه السلعة كذا، وهو في الحقيقة غير صادق في قوله؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7973
 2017-04-17

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ رَوَى الإمام مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: المَنَّانُ الَّذِي لَا يُعْطِي شَيْئَاً إِلَّا مَنَّهُ، وَالمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْفَاجِرِ، وَالمُسْبِلُ إِزَارَهُ».

وفي رِوَايَةٍ: «وَالمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْفَاجِرِ».

وروى الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الحَلِفُ مُنَفِّقَةٌ لِلسِّلْعَةِ، مُمْحِقَةٌ لِلْبَرَكَةِ».

وروى الإمام البخاري عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَجُلَاً أَقَامَ سِلْعَةً فِي السُّوقِ، فَحَلَفَ فِيهَا، لَقَدْ أَعْطَى بِهَا مَا لَمْ يُعْطِهِ، لِيُوقِعَ فِيهَا رَجُلَاً مِنَ المُسْلِمِينَ.

فَنَزَلَتْ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنَاً قَلِيلَاً﴾.

وروى الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «ثَلاَثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِطَرِيقٍ، يَمْنَعُ مِنْهُ ابْنَ السَّبِيلِ، وَرَجُلٌ بَايَعَ رَجُلَاً لَا يُبَايِعُهُ إِلَّا لِلدُّنْيَا، فَإِنْ أَعْطَاهُ مَا يُرِيدُ وَفَّى لَهُ وَإِلَّا لَمْ يَفِ لَهُ، وَرَجُلٌ سَاوَمَ رَجُلَاً بِسِلْعَةٍ بَعْدَ الـعَصْرِ، فَحَلَفَ بِاللهِ لَقَدْ أَعْطَى بِهَا كَذَا وَكَذَا فَأَخَذَهَا».

وبناء على ذلك:

فَإِذَا ذَكَرَ البَائِعُ للمُشْتَرِي أَنَّهُ دُفِعَ لَهُ بِالسِّلْعَةِ كَذَا، وَهُوَ غَيْرُ صَادِقٍ، فَقَدِ ارْتَكَبَ كَبِيرَةً وَإِثْمَاً، وَإِذَا حَلَفَ لَهُ وَقَعَ في الإِثْمِ الأَشَدِّ، وَدَخَلَ في الوَعِيدِ الذي ذَكَرَهُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في الأَحَادِيثِ الشَّرِيفَةِ.

العَقْدُ صَحِيحٌ، وَالبَائِعُ آثِمٌ، وَحَرِيٌّ بِهِ أَنْ تُمْحَقَ بَرَكَةُ بَيْعِهِ ـ وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى ـ هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
295 مشاهدة
الملف المرفق