أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5953 - ورقة بن نوفل هو أول المؤمنين من الرجال بعد خديجة رَضِيَ اللهُ عنها

26-08-2013 22024 مشاهدة
 السؤال :
هل ورقة بن نوفل أسلم وآمن بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5953
 2013-08-26

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَوَرَقَةُ بنُ نَوفَلَ بنِ أسدٍ بنِ عبدِ العُزَّى بنِ قُصَيٍّ القُرَشِيِّ الأسدِيِّ ابنُ عمِّ السَّيِّدَةِ خديجَةَ رَضِيَ اللهُ عنها، زَوجِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، هوَ رَجُلٌ مؤمنٌ، وهوَ أوَّلُ المؤمنينَ بعدَ السَّيِّدَةِ خديجَةَ رَضِيَ اللهُ عنها.

وقد ماتَ وَرَقَةُ رَضِيَ اللهُ عنهُ في وقتِ انقِطاعِ الوَحيِ عن سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بعدَ النُّبُوَّةِ، وقَبلَ الرِّسالَةِ.

يَقولُ الحافِظُ بنُ حجرٍ رَحِمَهُ اللهُ تعالى بعدَ أن ذَكَرَ حديثَ بَدءِ الوَحيِ: فهذا ظَاهِرُهُ أنَّهُ أقَرَّ بِنُبُوَّتِهِ، ولكنَّهُ ماتَ قَبلَ أن يَدعُوَ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ إلى الإسلامِ. اهـ.

ويَقولُ الكرمانِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: فإن قُلتَ: ما قَولُكَ في وَرَقَةَ، أيُحكَمُ بإيمانِهِ؟

قُلتُ: لا شَكَّ أنَّهُ كانَ مُؤمِناً بعيسى عليهِ السَّلامُ، وأمَّا الإيمانُ بِنَبِيِّنا عليهِ السَّلامُ فَلَم يُعلَم أنَّ دِينَ عيسى قَد نُسِخَ عِندَ وَفاتِهِ أم لا، ولَئِن ثَبَتَ أنَّهُ كانَ مَنسوخاً في ذلكَ الوَقتِ فالأصَحُّ أنَّ الإيمانَ هوَ التَّصديقُ، وهوَ قد صَدَّقَهُ من غَيرِ أن يَذكُرَ ما يُنافيهِ. اهـ.

وروى الحاكم عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عنها، أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قالَ: «لا تَسُبُّوا وَرَقَةَ، فإنِّي رَأيتُ لهُ جَنَّةً أو جَنَّتَينِ».

وبناء على ذلك:

فَوَرَقَةُ بنُ نَوفَلَ رَضِيَ اللهُ عنهُ مؤمنٌ ومُصَدِّقٌ لسيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وهوَ أوَّلُ من آمَنَ بِنُبُوَّةِ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ من الرِّجالِ، كما أنَّ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عنهُ هوَ أوَّلُ من آمَنَ بسيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بعدَ الرِّسالَةِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
22024 مشاهدة