أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1543 - ما هي صفات الزوج الصالح؟

21-11-2008 10548 مشاهدة
 السؤال :
أنا فتاة في سن الزواج وهناك من أفراد أسرتي من يبحث أو يسعى أن يجد لي زوجاً إلا أني لا أثق في رأيهم، فمثلاً يقولون لي: إذا جاءك زوج لا يصلي ولكنه من عائلة طيبة وعلى خلق فعليك قبوله فيمكنك أن تعينيه أنت على الصلاة، فما رأي فضيلتك في هذا الأمر؟ هل يجوز أن أقبل بشخص لا يصلي؟ أعرف شيخاً فاضلاً هو كان إمام جمعة وهو يعرف أبي وزارنا في المنزل في مسألة إصلاح ذات البين، ووالدي يثق به كثيراً، فسؤالي: هل يجوز لي أن أطلب من هذا الشيخ أن يبحث لي عن زوج صالح؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1543
 2008-11-21

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن لأولياء البنات الصفات التي يجب أن تتوفر في الخاطب، فقال صلى الله عليه وسلم: (إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ) رواه الترمذي.

فشرط النبي صلى الله عليه وسلم في الخاطب شرطين:

الأول:الدين لأنَّ صاحب الدين هو الملتزم بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى رأس هذا الالتزام الصلاة.

الثاني: الخُلُق الحسن، لأنَّ الرجل إذا كان صاحب دين وكانت أخلاقه سيئة، فإنَّه ينفِّر من دين الله عز وجل، والله تعالى يقول: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِين}.

فلا بدَّ من الجمع بينهما، فإذا اقتصرنا على واحدة دون الأخرى حلَّ الفساد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إِلا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ). لأنَّ صاحب الخلق بدون دين قد تضيع المرأة دينها عنده، لأنَّه قد يدعوها إلى التفلّت من أحكام الشريعة، وخاصة إذا كان ينظر إلى الإسلام نظرة استعلاء والعياذ بالله تعالى، فهذا العبد إيمانه في خطر، وكم من رجل صاحب خلق حسن ولكنَّه يتأفف من أحكام الشريعة، فهذا قد تضيع عنده المرأة المسلمة الملتزمة.

ونحن إذا خالفْنا أمر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نخشى أن نقع تحت قول الله عز وجل: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم}. فالنبي صلى الله عليه وسلم ما قال إذا خطب إليكم صاحب خلق بلا صلاة فزوِّجوه، لأنَّ الزوجة الملتزمة ستكون عوناً على صلاحه.

ولا حرج من أن يعرض والدك على فضيلة الشيخ الذي تعرفونه ما دام من أهل العمل بما يعمل وممن يشهد له بالالتزام، أن يعرض عليه مسألة زواجك من رجل مسلم ملتزم إذا كان الشيخ يعرفه ويزكّيه عندكم، وأن يدلَّ الشيخ ذاك الرجل عليكم من أجل الزواج.

أسأل الله تعالى أن يهيئ لكم الرجل الصالح الملتزم ليحقق لكم السعادة في الدنيا والآخرة عاجلاً غير آجل. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
10548 مشاهدة