أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5362 - عرض أسعار وهمية

07-07-2012 35892 مشاهدة
 السؤال :
إنسان موظف في مؤسسة، وتريد المؤسسة شراء سلعة (ما) وقبل الشراء تطلب من وكيلها إحضار أسعار لقيمة هذه الفاتورة لتشتري بعد ذلك بالسعر المناسب، فهل يجوز للوكيل إحضار فواتير وهمية للمؤسسة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5362
 2012-07-07

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: الإسلامُ حذَّرَ من التَّزويرِ، قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: «أَكْبَرُ الكَبَائِرِ، الإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وَقَوْلُ الزُّورِ، ـ أَوْ قَالَ: وَشَهَادَةُ الزُّورِ» رواه الإمام البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

ثانياً: الإسلامُ حذَّرَ من الغِشِّ والخِداعِ، قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ غَشَّنَا» رواه الإمام أحمد عن أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ. وفي رواية الترمذي، قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: «مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنَّا».

ثالثاً: جاء في عُمدةِ القاري شرحِ صحيحِ البخاري: يقول العلامة ابنُ العربيِّ رحمهُ اللهُ تعالى: الكذبُ على أربعةِ أقسامٍ:

أحدُها وهوَ أشدُّها: الكذبُ على اللهِ تعالى، قال اللهُ تعالى: ﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ﴾.

والثاني: الكذبُ على رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، قال: وهو هو أو نحوه.

الثالث: الكذبُ على الناسِ، وهي شهادةُ الزُّورِ في إثباتِ ما ليسَ بثابتٍ على أحدٍ، أو إسقاطِ ما هوَ ثابتٌ.

الرابع: الكذبُ للناسِ، قال: ومن أشدِّهِ الكذبُ في المعاملاتِ، وهوَ أحدُ أركانِ الفسادِ الثلاثةِ فيها، وهي الكذبُ والعَيبُ والغِشُّ. اهـ.

وبناء على ذلك:

 فيحرمُ على الوكيلِ إحضارُ فواتيرَ وهميَّةٍ، لأنَّها شهادةُ زُورٍ، وفيها غِشٌّ للمؤسَّسةِ وخِداعٌ، وفيها كذبٌ على العبادِ، وكلُّ هذهِ الأمورِ من الكبائرِ، والمُصابُ الأكبرُ إذا كانَ يترتَّبُ على ذلك أخذُ مالٍ من المؤسَّسةِ بغيرِ حقٍّ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
35892 مشاهدة