أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7715 - أريد كفالة يتيم ولكن ...

19-11-2016 52 مشاهدة
 السؤال :
أريد كفالة يتيم، ولكن أخشى الفقر، وأكون مقصراً معه، فهل من حرج إن كفلته، ثم عجزت عن المتابعة في الإنفاق عليه؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7715
 2016-11-19

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْـمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾.

وَيَقُولُ جَلَّتْ قُدْرَتُهُ: ﴿وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئَاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانَاً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْـمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾.

وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَأَنَا وَكَافِلُ اليَتِيمِ فِي الجَنَّةِ هَكَذَا» وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى، وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئَاً. رواه الإمام البخاري عَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وروى الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلَاً شَكَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَسْوَةَ قَلْبِهِ، فَقَالَ: «امْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ، وَأَطْعِمِ الْمِسْكِينَ».

فَكَفَالَةُ اليَتِيمِ مِنْ أَقْرَبِ القُرُبَاتِ عِنْدَ اللهِ تعالى، وَقَدْ رَغَّبَ فِيهَا رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ في كِتَابِهِ العَظِيمِ، وَرَغَّبَ فِيهَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ.

فَمِنْ سَعَادَةِ العَبْدِ أَنْ يَفْتَحَ اللهُ تعالى لَهُ هَذَا البَابَ، وَهَذَا الخَيْرَ العَظِيمَ، وَأَيُّ شَرَفٍ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا الشَّرَفِ: «وَأَنَا وَكَافِلُ اليَتِيمِ فِي الجَنَّةِ هَكَذَا»؟

وبناء على ذلك:

فَمَا دُمْتَ نَوَيْتَ التَّقَرُّبَ إلى اللهِ تعالى بِكَفَالَةِ اليَتِيمِ، فَلَا تَتَرَدَّدْ، وَتَوَكَّلْ على اللهِ تعالى، فَحَاشَا لِرَبِّنَا جَلَّ وَعَلَا أَنْ يَتَخَلَّى عَنْكَ، كَيْفَ تَخْشَى الفَقْرَ مَعَ كَفَالَةِ اليَتِيمِ وَاللهُ تعالى يَقُولُ: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾.

ثمَّ كُنْ على يَقِينٍ بِأَنَّ اللهَ تعالى لَا يُكَلِّفُ نَفْسَاً إِلَّا وُسْعَهَا، وَأَنَّ اللهَ تعالى يُعَامِلُ العَبْدَ بِمَا نَوَى، فَمَا دُمْتَ نَوَيْتَ الإِنْفَاقَ على اليَتِيمِ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ، فَاللهُ تعالى يُعْطِيكَ الأَجْرَ على نِيَّتِكَ، فَإِنْ عَجَزْتَ عَنِ المُتَابَعَةِ لَا قَدَّرَ اللهُ تعالى، فَأَجْرُكَ مَوْصُولٌ بإِذْنِ اللهِ تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
52 مشاهدة
الملف المرفق