أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

2378 - حكم سجود التلاوة للمرأة الحائض

29-09-2009 44592 مشاهدة
 السؤال :
هل يجوز قراءة القرآن للحائض؟ فقد قرأت في مواقع عديدة من الانترنت جواز ذلك لكن بشرط أن ألبس قفازات وأن لا أمس القرآن لأنه لا يوجد أي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يمنع قراءة القرآن للحائض، وإذا كانت قراءة القرآن جائزة للحائض فكيف يمكنني أن أسجد سجدة التلاوة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 2378
 2009-09-29

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد روى الإمام الترمذي في سننه عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تَقْرَأْ الْحَائِضُ وَلا الْجُنُبُ شَيْئًا مِنْ الْقُرْآنِ).

وبناء على هذا الحديث الشريف فإن المرأة الحائض أو النفساء أو الجنب عند جمهور الفقهاء لا تجوز تلاوتها للقرآن العظيم، ولا مسُّه، وذلك لقوله تعالى: {لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُون}.

وخالف في ذلك فقهاء المالكية وقالوا بجواز تلاوة القرآن الكريم للمرأة الحائض والنفساء بشرطين:

الأول: عدم مس القرآن مباشرة، وإذا كان بحائل فلا حرج.

الثاني: أن يكون دم الحيض أو النفاس مستمرّاً، فإذا انقطع فيحرم عليها تلاوة القرآن العظيم حتى تغتسل.

وتجدر الملاحظة هنا: أني بحثت عن دليل للسادة المالكية الذين أجازوا للمرأة الحائض أو النفساء تلاوة القرآن فلم أجد، وعدم الوجدان طبعاً لا يدل على عدم الوجود.

ولذلك أقول: الأخذ بقول الجمهور أحوط في دين الله عز وجل لوجود الدليل عندهم، ولقوله تعالى: {وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب}، وما دام حرَّم الله عليها الصلاة التي فيها تلاوة القرآن العظيم، فخارج الصلاة من باب أولى، ويجب على المرأة أن تحتاط في دينها ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً.

أما بالنسبة لسجود التلاوة: فإذا قرأت المرأة الحائض أو النفساء آية فيها سجدة، أو سمعتها، وجب عليها سجود التلاوة عند الحنفية، وعند الشافعية والحنابلة سنة مؤكَّدة، وعند المالكية سنة غير مؤكَّدة.

وذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يشترط لصحة سجود التلاوة الطهارة من الحدث والخبث في البدن والثوب والمكان، وخالف في ذلك المالكية وقالوا: تسجد على غير طهارة.

وبناء على ذلك:

فلا يجوز للمرأة الحائض أن تقرأ القرآن أيام حيضها عند جمهور الفقهاء للحديث الشريف: (لا تَقْرَأْ الْحَائِضُ وَلا الْجُنُبُ شَيْئًا مِنْ الْقُرْآنِ)، ويجوز لها عند المالكية بشرطين كما هو مبين أعلاه.

وأما بالنسبة لسجدة التلاوة فتسجدها على غير طهارة عند المالكية، وعند جمهور الفقهاء تنتظر حتى تغتسل ثم تسجدها. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
44592 مشاهدة