أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6863 - طاعة الأم في اختيار الزوجة

29-04-2015 2732 مشاهدة
 السؤال :
لقد وجدت فتاة تناسبني للزواج، ولكن أمي ترفض رفضاً شديداً الزواج منها، فهل يجب عليَّ طاعتها؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6863
 2015-04-29

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: لقد بَيَّنَ لَنَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ صِفَاتِ المَرْأَةِ التي يَنْبَغِي أَنْ يَبْحَثَ عَنهَا الشَّابُّ، وذلكَ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ» رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثانياً: يَجِبُ على الأَبَوَيْنِ أَنْ لا يُكْرِهُوا أَبْنَاءَهُم ولا بَنَاتِهِم على الزَّوَاجِ مِمَّنْ يَخْتَارُونَهُم هُم لَهُم، لأَنَّ الابْنَ هوَ الذي سَيَعِيشُ مَعَ الزَّوجَةِ، وكذلكَ البِنْتُ هيَ التي سَتَعِيشُ مَعَ الزَّوْجِ، فإذا أُكْرِهَ أَحَدُهَمَا على الزَّوَاجِ فَقَد يَقَعُ في ظُلْمِ الطَّرَفِ الثَّانِي، والظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَومَ القِيَامَةِ، وأَقَلُّ مَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ التَّنَافُرُ بَيْنَهُمَا.

ثالثاً: الضَّابِطُ في اخْتِيَارِ الزَّوْجِ إِنْ كَانَ للفَتَاةِ، أو للشَّابِّ، هوَ الضَّابِطُ الشَّرعِيُّ، ولَيسَ مَا يَرَاهُ الأَبَوَانِ.

رابعاً: روى الترمذي عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ رَجُلاً أَتَاهُ فَقَالَ: إِنَّ لِيَ امْرَأَةً وَإِنَّ أُمِّي تَأْمُرُنِي بِطَلَاقِهَا.

قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ يَقُولُ: «الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، فَإِنْ شِئْتَ فَأَضِعْ ذَلِكَ الْبَابَ أَو احْفَظْهُ».

وبناء على ذلك:

فإذا كَانَتِ الفَتَاةُ صَاحِبَةَ دِينٍ وخُلُقٍ، وهيَ مُنَاسِبَةٌ لَكَ، فَتَوَدَّدْ إلى أُمِّكَ بالتي هيَ أَحْسَنُ، وحَاوِلْ أَنْ تَعْرِفَ سَبَبَ رَفْضِهَا، ثمَّ حَاوِلْ جَاهِدَاً لِحَلِّ هذهِ المُشْكِلَةِ، واجْعَلْ وَسِيطَاً وشَفِيعَاً لَهَا بِإِقْنَاعِهَا، وبِدَايَةً ونِهَايَةً تَضَرَّعْ إلى اللهِ تعالى بِتَيْسِيرِ الأُمُورِ لَكَ.

 

فَإِنْ أَبَتْ وأَصَرَّتْ فَإِنِّي لا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقُولَ لَكَ إلا قَوْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، فَإِنْ شِئْتَ فَأَضِعْ ذَلِكَ الْبَابَ أَو احْفَظْهُ» ورَحِمَ اللهُ وَالِدَاً أَعَانَ وَلَدَهُ على بِرِّهِ. هذا، واللهُ تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2732 مشاهدة