أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

4795 - الاحتفال بعيد ميلاد الطفل

14-01-2012 11687 مشاهدة
 السؤال :
ما هو حكم الشرع في الاحتفال بعيد ميلاد الطفل؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4795
 2012-01-14

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الإمامان البخاري ومسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْريِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ، شِبْراً بِشِبْرٍ، وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ. قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: فَمَنْ).

وفي رواية للإمام أحمد عن شداد بن أوس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: (لَيَحْمِلَنَّ شِرَارُ هَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى سَنَنِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلِ الكِتَابِ حَذْوَ القُذَّةِ بِالقُذَّةِ). وفي رواية للطبراني: (أَنْتُمْ أَشْبَهُ الأُمَمِ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ، لَتَرْكَبُنَّ طَرِيقَتَهُمْ حَذْوَ القُذَّةِ بِالقُذَّةِ، حَتَّى لا يَكُونَ فِيهِمْ شَيْءٌ إِلا كَانَ فِيكُمْ مِثْلُهُ، حَتَّى إِنَّ القَوْمَ لَتَمُرُّ عَلَيْهِمُ المَرْأَةُ فَيَقُومُ إِلَيْهَا بَعْضُهُمْ فَيُجَامِعُهَا، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى أَصْحَابِهِ يَضْحَكُ إِلَيْهِمْ وَيَضْحَكُونَ إِلَيْهِ). والقُذَّة: ريش السهم، وهو دالٌّ على كمال المتابعة.

ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِي بِأَخْذِ الْقُرُونِ قَبْلَهَا، شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَفَارِسَ وَالرُّومِ؟ فَقَالَ: وَمَنْ النَّاسُ إِلا أُولَئِكَ) رواه البخاري.

ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في كلِّ ما قال، لقد أصبح مجتمعنا يستقبل كلَّ ما يشيع عند اليهود والنصارى من أمور مُحدَثة، وظهر في المجتمع أمور غريبة عن المنهج الذي جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ومن جملة ذلك الاحتفال بعيد ميلاد الطفل، وبعيد الزواج، وما شاكل ذلك.

وبناء على ذلك:

فإن الاحتفال بعيد ميلاد الطفل لا يجوز؛ لأن فيه تشبُّهاً بأهل الكتاب، ويا حبذا لو أظهر أهل البيت فرحهم بيوم محافظة الأبناء على الصلاة، وبيوم حفظهم لكتاب الله تعالى، وبيوم محافظتهم على صلاة الجماعة، وبيوم حجاب البنات الحجاب الشرعي الكامل.

والسعيد من أعلن ولاءه للإسلام وأهله، وتبرَّأ من الكفر وأهله سلوكاً وعملاً. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
11687 مشاهدة