أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

4438 - القصاص بين الحيوانات

21-11-2011 27592 مشاهدة
 السؤال :
هل الحيوانات تحاسَب يوم القيامة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4438
 2011-11-21

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالثابت في القرآن العظيم أن عالم الإنس وعالم الجنِّ هما المكلَّفان، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون} [الذاريات: 56]. والحساب يوم القيامة لعالم الإنس والجن، قال تعالى: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلاَن} [الرحمن: 31]، وقال تعالى: {وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ} [البقرة: 284].

وقال تعال في حقِّ الحيوانات: {وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُون * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُون * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيم * وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُون} [النحل: 5ـ8]، وقال: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُون * وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُون * وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلاَ يَشْكُرُون} [يس: 71ـ73].

وبناء على ذلك:

فالتكليف مناطه العقل، والإنسان هو المكرَّم بالعقل، وكذلك الجان، أما الحيوانات فلا، فالمكلَّف هو المُحاسَب، وغيره فلا، ولكن من عدل الله تعالى بين مخلوقاته يوم القيامة، أن يحيي الحيوانات ويقتصَّ للشاة الجلحاء من الشاة القرناء، كما جاء في الحديث الشريف: (لَتُؤَدُّنَّ الحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ القِيَامَةِ، حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الجَلْحَاءِ مِنْ الشَّاةِ القَرْنَاءِ) رواه مسلم، ثم بعد ذلك يجعلها تراباً، ويتمنَّى الكافر أن يصير تراباً كما صارت الأنعام، قال تعالى: {وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا} [النبأ: 40].

ومن فكَّر في مسألة القصاص يوم القيامة وحساب الحيوانات، لا شكَّ أنه يفكِّر في حسابه هو، ويخشى القصاص يوم القيامة، ويحاول أن تكون ذمته بريئة أمام الناس. {رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَاد} [آل عمران: 194]. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
27592 مشاهدة