أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

8687 - ﴿إِلَّا عِبَادَ اللهِ المُخْلَصِينَ﴾

16-02-2018 2215 مشاهدة
 السؤال :
ما تفسير قول الله تعالى: ﴿إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ * وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * إِلَّا عِبَادَ اللهِ المُخْلَصِينَ * أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ﴾؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8687
 2018-02-16

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

خِطَابُ اللهِ تعالى للنَّاسِ: ﴿إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ * وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾. فَالجَزَاءُ مِنْ جِنْسِ العَمَلِ، ثُمَّ اسْتَثْنَى عِبَادَهُ المُخْلَصِينَ، كَقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَالْـعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾.

وَكَقَوْلِهِ تعالى: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾.

وَكَقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمَاً مَقْضِيَّاً * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيَّاً﴾.

وَكَقَوْلِهِ تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ﴾.

وَهُنَا: ﴿إِلَّا عِبَادَ اللهِ المُخْلَصِينَ﴾. أَيْ: لَيْسُوا يَذُوقُونَ العَذَابَ الأَلِيمَ، وَلَا يُنَاقَشُونَ في الحِسَابِ، بَلْ يُتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ، إِنْ كَانَ لَهُمْ سَيِّئَاتٌ، وَيُجْزَوْنَ الحَسَنَةَ بِـعَشْرِ أَمْثَالِهَا إلى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، إلى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ، إلى مَا يَشَاءُ اللهُ تعالى مِنَ التَّضْعِيفِ.

وبناء على ذلك:

فَالمُخْلِصُونَ وَالمُخْلَصُونَ يُعَامِلُهُمُ اللهُ تعالى بِالفَضْلِ لَا بِالعَدْلِ، وَيُحَاسِبُهُمْ حِسَابَاً يَسِيرَاً، وَيَسْتُرُهُمْ، وَيُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ ابْتِدَاءً بِإِذْنِ اللهِ تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2215 مشاهدة