أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1792 - حديث الرجل مع المرأة أثناء العمل

20-02-2009 25818 مشاهدة
 السؤال :
ما حكم من تحدث عن رجل وامرأة يتحدثان في مكان العمل وفي مجال عملهما ويقول عنهما ما يسيء إلى سمعتهما، علماً أن كلاً منهما متزوج وقد يؤدي هذا إلى خلافات زوجية؟ وهل يدخل هذا الكلام في قوله تعالى: {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم...}؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1792
 2009-02-20

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: حديث الرجل مع المرأة الأجنبية من غير ضرورة لا يجوز، لأنَّ عواقبه غيرُ محمودة، وإن كان ولا بد من الحديث بينهما لأمر ضروري فيجب أن لا يكون بخلوة بينهما، لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وأن يختصر الحديث جداً حتى لا يُظنَّ بهما ظنُّ السوء، والواجب على المؤمن والمؤمنة أن يبتعدا عن مواطن الريب والاتهام، وإلا فلا يلومنَّ إلا نفسه.

وبوسع كلٍّ من الرجل والمرأة أن يقتصر كل واحد منهما على الحديث مع جنسه، وأن لا يدعا مجالاً لوسوسة شياطين الإنس والجن، وخاصةً في زمنٍ كَثُرَ فيه الافتراء والكذب، وكم من بيوت هدِّمت بسبب التساهل في هذا الجانب، أسأل الله أن يردَّنا إلى دينه رداً جميلاً.

ثانياً: أما حديث الرجل الآخر عنهما فلا يجوز شرعاً، وهو حرام عليه، لأنه إن قال غير الحق عليهما فقد افترى وكذب وجاء ببهتان وهو كبيرة من الكبائر. وإن قال الحق فهو كذلك كبيرة من الكبائر لأنه وقع في الغيبة، ففي كلا الحالين هو خاسر.

ثالثاً: لا يجوز لمن ظنَّ ظنَّ سوء أن يحقِّق، لقوله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا حَسَدْتَ فَاسْتَغْفَرِ اللَّهَ، وَإِذَا ظَنَنْتَ فَلا تُحَقِّقْ، وَإِذَا تَطَيَّرْتَ فَامْضِ) رواه الطبراني.

رابعاً: يجب على هذا الرجل النُّصح إذا رابه الشكُّ من الحديث بينهما، لأن النصح واجب على كل مسلم، ولا يجوز له أن يتحدَّث عنهما لأنه قد يندرج تحت قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُون}.

خامساً: ليتذكَّرْ كلُّ واحد منا قول النبي صلى الله عليه وسلم: (يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلْ الإِيمَانُ قَلْبَهُ لا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّبِعْ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعْ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعْ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ) رواه أحمد.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ) رواه مسلم.

وبناء عليه:

فالواجب على الرجل أن لا يتحدَّث مع امرأة أجنبية إلا بمقدار الضرورة، وبشكل جِدِّي، وبدون تكلُّف، وأن لا تكون خلوة بينهما.

والواجب على الباقين النصح والستر، وكف اللسان عما لا يعني، كما جاء في الحديث: (كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: (ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ فِي النَّارِ إِلا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ) رواه أحمد والترمذي وقال: حديث حسن صحيح. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
25818 مشاهدة