أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

9327 - لصق أوراق النعي

19-12-2018 7512 مشاهدة
 السؤال :
ما حكم لصق أوراق النعي عند وفاة إنسان، وقد كتب عليها بعض الآيات الكريمة، وأسماء الله الحسنى؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9327
 2018-12-19

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: يَجِبُ عَلَى الإِنْسَانِ المُسْلِمِ تَعْظِيمُ آيَاتِ اللهِ تعالى، وَتَعْظِيمُ أَسْمَاءِ اللهِ تعالى الحُسْنَى، وَأَحَادِيثِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

جَاءَ في المَوْسُوعَةِ الفِقْهِيَّةِ الكُوَيْتِيَّةِ: يَجِبُ تَنْزِيهُ كُتُبِ التَّفْسِيرِ وَالْحَدِيثِ وَالْعُلُومِ الـشَّرْعِيَّةِ عَنِ الامْتِهَانِ.

فَمَنْ أَلْقَى وَرَقَةً فِيهَا شَيْءٌ مِنْ عِلْمٍ شَرْعِيٍّ، أَوْ فِيهَا اسْمُ اللهِ تَعَالَى، أَوِ اسْمُ نَبِيٍّ، أَوْ مَلَكٍ، في نَجَاسَةٍ، أَوْ لَطَّخَ ذَلِكَ بِنَجَسٍ ـ وَلَوْ مَعْفُوَّاً عَنْهُ ـ حُكِمَ بِكُفْرِهِ، إذَا قَامَتِ الدَّلَالَةُ عَلَى أَنَّهُ أَرَادَ الإِهَانَةَ لِلشَّرْعِ. اهـ.

فَكُلُّ مَا كَانَ مُعَظَّمَاً شَرْعَاً لَهُ حُرْمَةٌ، يَجِبُ مُرَاعَاتُهَا، وَلَا شَكَّ بِأَنَّ آيَاتِ اللهِ تعالى مُعَظَّمَةٌ شَرْعَاً، وَأَسْمَاءَ اللهِ تعالى الحُسْنَى مُعَظَّمَةٌ شَرْعَاً؛ وَاسْمَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مُعَظَّمٌ شَرْعَاً، لِذَلِكَ وَجَبَ تَعْظِيمُ ذَلِكَ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَلَا أَرَى جَوَازَ لَصْقِ هَذِهِ الأَوْرَاقِ ـ أَوْرَاقِ النَّعْيِ ـ عَلَى الجُدْرَانِ في الشَّوَارِعِ، لِأَنَّهَا سَتَتَسَاقَطُ، وَتَقَعُ عَلَى الأَرْضِ، وَهَذَا لَا يَجُوزُ.

وَالأُمَّةُ الآنَ صَارَتْ في حَالَةِ غِنَىً عَنْ هَذَا الأَمْرِ، بِوُجُودِ الهَوَاتِفِ النَّقَّالَةِ، وَوَسَائِطِ التَّوَاصُلِ الاجْتِمَاعِيِّ ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
7512 مشاهدة