أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

3885 - وصية لشاب أسرف على نفسه

12-04-2011 126653 مشاهدة
 السؤال :
أنا شاب أبلغ من العمر 24 سنة، ارتكبت جريمة اللواطة مع شاب شاذ، وأنا واقع في حيرة من أمري، يئست من الحياة، أفكر في الانتحار بسبب ارتكابي هذه الجريمة، أشعر بأنَّ الله تعالى ساخط علي، فأرجو نصيحة تقربني إلى الله تعالى.
 الاجابة :
رقم الفتوى : 3885
 2011-04-12

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فلله الحمد والمنَّة والشكر أن جعل جذوة الإيمان في قلبك، وجعل فيه حبَّ الله تعالى وحبَّ رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وأنك تحبُّ الطاعة وتكره المعصية، فهذا من فضل الله عز وجل عليك، هذا أولاً.

ثانياً: اعلم أخي الكريم بأن الشيطان لك بالمرصاد، إنْ كنت في طاعة الله عز وجل، فهو يرغِّبك في معصية الله تعالى ويقول لك: إن الله غفور رحيم، وإن كنت في معصية لله عز وجل، فهو يجعلك في حالة يأس وقنوط من رحمة الله عز وجل، فهو يلعب بك كما يلعب الطفل بالكرة، لذلك أقول لك: تذكَّرْ قول الله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا}. ورحم الله تعالى من قال:

وخالف النفس والشيطان واعصهما *** وإن هما محضاك النصح فاتَّهم

ثالثاً: اعرف نفسك بأنك لست بمعصوم، كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ) رواه الإمام أحمد والترمذي. فعليك أن تحقِّق شروط التوبة وهي: الإقلاع عن المعصية، والندم على ما فعلت، والجزم على أن لا تعود، وترك قرناء السوء، وخاصة هذا الشاب وأمثاله من المردان المخنثين.

رابعاً: اعرف يا أخي الكريم بأن الله تعالى يناديك في القرآن العظيم بقوله: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون}. ويقول الله تعالى: {حم * تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيم * غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِير}. ويقول تبارك وتعالى: {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}.

خامساً: أنصحك بالزواج إن كنت تستطيع لذلك سبيلاً، وإلا فعليك بالصوم فإنه لك وقاية من هذه الفتن، ولا تؤخِّر زواجك إلى ما بعد خدمة العلم أو بعد الدراسة، كما أنصحك بإلغاء الإنترنت كلياً بشكل مبدئي وقاية لك، ويكون ذلك بمنزلة الحجر الصحي لك، وإن كنت تحتاج إليه فاذهب إلى صديق لك تقيٍّ نقيٍّ صالح عنده إنترنت، وتعاون معه على طاعة الله عز وجل من خلال ذلك.

وأخيراً: أنصحك بالعودة إلى صحبتك الصالحة، وبالمحافظة على أورادك وتلاوة القرآن العظيم، وأن تحافظ على صلاة الجماعة وخاصة الفجر والعشاء، وإن استطعت أن تستيقظ بالأسحار فافعل ولو لمدة عشر دقائق، واجعل حوائجك بين يدي الله عز وجل، وناجِهِ وتوسَّل إليه، فهو والله رحيم بك أكثر وأكبر من رحمة الأم بولدها، واذكرني بدعوة صالحة.

أسأل الله تعالى لنا ولك الحفظ والسلامة من جميع الفتن ما ظهر منها وما بطن. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
126653 مشاهدة