أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

3948 - الاقتراض بالربا لشراء بيت

11-05-2011 19007 مشاهدة
 السؤال :
أنا أعيش في بيت بالآجار منذ سنوات، وضاقت عليَّ الأحوال، فهل يجوز أن أستقرض من بنك ربوي مبلغاً من المال لشراء بيت يؤويني وعائلتي؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 3948
 2011-05-11

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: إن الربا كبيرة من الكبائر، وهو محرَّم في جميع الديانات، وحرمته معلومة من الدين بالضرورة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ}. ويقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (لَعَنَ اللَّهُ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَشَاهِدَهُ وَكَاتِبَهُ) رواه الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. فلا يجوز التعامل بالربا في حال من الأحوال.

ثانياً: إن شراء البيت ليس من الضرورات التي تُبيح المحظورات، لأن الضرورة التي تُبيح المحظور هي التي يترتب عليها حياة أو موت، أو ضرر ظاهر يلحق بالجسد أو المال، وشراء البيت ليس ضرورة، لأنه بإمكانه أن يستغني عن شرائه بالآجار.

ثالثاً: من يستقرض قرضاً ربوياً يكون ملزماً بدفع الأقساط للبنك لسداد الدين المترتِّب عليه، فبإمكانه أن يدفع تلك الأقساط في استئجار بيت له.

رابعاً: القاعدة الفقهية تقول: (الضرورة تقدَّر بقدرها) فهل المبلغ الذي سيستقرضه الإنسان بمقدار الضرورة؟ قطعاً لا، بل هو أكثر بكثير، لأن الضرورة هنا هي أن يجد سكناً يسكنه في الوقت الحاضر.

أما المستقبل فهو بيد الله عز وجل لا يعلمه إلا الله، وقد ينتهي أجل العبد بعد أخذ المال الربوي وقبل شراء البيت، فبأيِّ وجه يلقى الله تعالى؟

وبناء على ذلك:

فلا يجوز لك أن تستقرض قرضاً ربوياً من أجل شراء مسكن تعيش فيه، وابق على الآجار حتى يجعل الله تعالى لك فرجاً ومخرجاً، وعليك بكثرة الاستغفار أنت وأهل بيتك مع التقوى، لأن الله تعالى يقول: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ}. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
19007 مشاهدة