أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1503 - الحديث عن الغير بالخير أو الشر

01-11-2008 65060 مشاهدة
 السؤال :
أنا أعرف أن التكلم على الشخص بغيبة أو نميمة أو أي شيء يكره الشخص أن يحدث به هو حرام شرعاً، ومن جهة أخرى التكلم على شخص بالثناء عليه مكروه لكي لا يرى الإنسان نفسه على الآخرين. فإذاً يا سيدي، هل المعنى باختصار(لا يجوز أن أتكلم عن أي إنسان بأي شيء خيراً كان أو شراً)؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1503
 2008-11-01

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالغيبة حرام، وهي كبيرة من الكبائر، وقد جاء في الحديث الشريف: (أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ)؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: (ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ) قِيلَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: (إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ) رواه مسلم.

أما بالنسبة للمدح فليس بمحمود في ذاته ولا مذموم، وإنما يحمد ويذم بحسب المقاصد، فإن كان الممدوح ممن يستحق المدح فهو محمود، وإن لم يكن ممن يستحق المدح فهو المذموم.

وشروط المدح للغير هي:

1ـ ألاَّ يفرط في المدح الذي يؤدّي إلى الكذب والرياء، ولا أن يقول ما لا يتحققه من الممدوح.

2ـ ألاَّ يكون الممدوح فاسقاً، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (إن الله عز وجل يغضب إذا مدح الفاسق في الأرض) رواه البيهقي، لأن الفاسق يجب الابتعاد عنه، فمن مدحه فقد وصله، ومن وصله فقد وصل ما أمر الله به أن يقطع.

3ـ أن يعلم أن المدح لا يُحدث في نفس الممدوح كِبراً أو عُجباً أو غروراً.

4ـ أن لا يكون المدح لغرض حرام، أو مُفضياً إلى فساد.

ويقول العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى: لا يكثر من المدح المباح، ولا يتقاعد عن اليسير منه عند مسيس الحاجة، ترغيباً للمدوح في الإكثار مما مُدِح به، أو تذكيراً له بنعمة الله عليه ليشكرها، وليذكرها بشرط الأمن على الممدوح من الفتنة. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
65060 مشاهدة