أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6341 - لعن الله الكاذب ولو كان مازحاً

22-05-2014 89754 مشاهدة
 السؤال :
ما صحة حديث: لعن الله الكاذب ولو كان مازحاً؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6341
 2014-05-22

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد روى الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُؤْمِنُ الْعَبْدُ الْإِيمَانَ كُلَّهُ حَتَّى يَتْرُكَ الْكَذِبَ فِي الْمُزَاحِ، وَالْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ صَادِقاً».

وروى الطَّبَرَانِيُّ في مُسنَدِ الشَّاميين عن عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قال: «لا يَبلُغُ العَبدُ صَرِيحَ الإيمانِ حتَّى يَترُكَ الكَذِبَ في المُزَاحِ، وحتَّى يَترُكَ المِراءَ وهوَ مُحِقٌّ».

ولم يَرِد في الأحادِيثِ الشَّرِيفَةِ: لَعَنَ اللهُ الكَاذِبَ ولو كَانَ مَازِحاً.

وبناء على ذلك:

فالحَدِيثُ لا أصلَ لَهُ في السُّنَّةِ، ولكنَّ الكَذِبَ حَرامٌ شَرعاً، ولو كَانَ العَبدُ مَازِحاً، لأنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَمزَحُ ولا يَقولُ إلا حَقَّاً، كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه الترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّ رَجُلاً اسْتَحْمَلَ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «إِنِّي حَامِلُكَ عَلَى وَلَدِ النَّاقَةِ».

فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، مَا أَصْنَعُ بِوَلَدِ النَّاقَةِ؟

فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَهَلْ تَلِدُ الْإِبِلَ إِلَّا النُّوقُ؟!».

وكَانَ رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَمزَحُ ولا يَقولُ إلا حَقَّاً، والإبِلُ كُلُّها وَلَدُ النُّوقِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
89754 مشاهدة