أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6610 - الصلاة بين المغرب والعشاء

25-11-2014 9095 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح بأنَّ صلاة الأوابين بعد صلاة المغرب من البدع التي ليس لها دليل شرعي؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6610
 2014-11-25

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَد جَاءَ فِي سُنَنِ التِّرمِذيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ «مَنْ صَلَّى بَعْدَ الْمَغْرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ لَمْ يَتَكَلَّمْ فِيمَا بَيْنَهُنَّ بِسُوءٍ عُدِلْنَ لَهُ بِعِبَادَةِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً».

وفِي رِوَايَةِ ابنِ مَاجَه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى سِتَّ رَكَعَاتٍ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، لاَ يَتَكَلَّمْ بَيْنَهُنَّ بِشَيْءٍ إِلاَّ بِذِكْرِ اللهِ، عُدِلْنَ لَهُ بِعِبَادَةِ اثْنَيْ عَشْرَةَ سَنَةً».

وفِي رِوَايَةٍ للطَّبرانِي عن مُحَمَّد بن عَمَّارَ بنَ يَاسِرٍ، قَال: حَدَّثَنِي أَبِي، عَن جَدِّي قَال: رَأَيتُ عَمَّارَ بنَ يَاسِرٍ صَلَّى بَعدَ المَغرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ، فَقُلتُ: يَا أَبَتِ، مَا هَذِهِ الصَّلاةُ؟

فَقَالَ: رَأَيتُ حَبِيبِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بَعدَ المَغرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ، وَقَالَ: « مَنْ صَلَّى بَعْدَ الْمَغْرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ، وَإِنْ كَانَت مِثلَ زَبَدِ البَحرِ».

وَجَاءَ في مُختَصَرِ مِنهَاجِ القَاصِدِينَ: إِذَا غَرَبَت الشَّمسُ صَلَّى المَغرِبَ وَاشتَغَلَ بِإِحيَاءِ مَا بَينَ العِشَاءَينِ، فَآخِرُ هَذَا الوِردِ عِندَ غَيبُوبَةِ الشَّفَقِ أَعنِي الحُمرَةَ التِي بِغَيبُوبَتِهَا يَدخُلُ وَقتُ العَتمَةِ، وَقَد أَقسَمَ اللهُ تَعالى بِهِ فَقَالَ: ﴿فَلَا أُقسِمُ بِالشَّفَقِ﴾. وَالصَّلَاةُ فِيهِ هِيَ نَاشِئَة اللَّيلِ لِأَنَّهُ أَوَّلُ نُشُوءِ سَاعِاتِهِ، وَهُوَ آنٌ مِنَ الآنَاءِ المَذكُورَةِ فِي قَولِهِ تَعالَى: ﴿وَمِن آنَاءِ اللَّيلِ فَسَبِّح﴾. وَهِيَ صَلَاةُ الأَوَّابِين. اهـ.

وهِيَ المُرَادُ بِقَولِهِ تَعالى: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ﴾. فَقَد روى ابن شيبة في المُصنَّفِ عن أنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: كَانُوا يَتَطَوَّعُونَ فِيمَا بَينَ الصَّلاتَينِ المَغرِبِ والعِشَاءِ فَيُصَلُّونَ.

وصَلاةُ الأوَّابِينَ مِمَّا لا شَكَّ فِيهِ أنَّهَا دُونَ صَلاةِ الضُّحى في التَّأكِيدِ، وصَلاةُ الضُّحَى تُسمَّى صَلاةَ الأوَّابِينَ.

وبناء على ذلك:

فَصَلاةَ الأوَّابِينَ بَينَ المَغرِبِ والعِشَاءِ لَيست مِنَ البِدَعِ فِي شَيءٍ، وإن كَانَ الحَدِيثُ فِيهَا ضَعِيفاً، وقَد قالَ العُلَمَاءُ: الحَدِيثُ الضَّعِيفُ أقوى مِن آراءِ الفُحُولِ مِنَ الرِّجَالِ، وقَالُوا: لا يُشتَرَطُ في صَلاةِ النَّوَافِلِ صِحَّةُ الحَدِيثِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
9095 مشاهدة