أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1997 - لماذا قدم ربنا النفع على الضر في سورة الأعراف وأخره في سورة يونس؟

25-04-2009 12186 مشاهدة
 السؤال :
يقول الله تبارك وتعالى في سورة الأعراف: {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ}، وفي سورة يونس: {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ}، لماذا قدَّم النفع على الضر في سورة الأعراف، وأخَّره في سورة يونس؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1997
 2009-04-25

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فمما لا شك فيه أن في ذلك حكمة بالغة، لأن القرآن العظيم معجز، والعلماء ذكروا أنه ما من تقديم ولا تأخير في الآيات المتشابهة إلا وفيه حكمة، ومما قالوا في هاتين الآيتين:

أن الآية الأولى في سورة الأعراف جاءت بعد قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون}، فكان معنى الآية: {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ} أي لا أملك تعجيل ثواب ولا عقاب لها إلا ما ملَّكنيه الله، فلا أملك إلا ما مُلِّكتُ ولا أعلم إلا ما عُلِّمتُ.

أما الآية الثانية في سورة يونس فجاءت بعد قوله تعالى: {وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُون * وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَاء رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُون * وَيَقُولُونَ مَتَى هَـذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِين}، ففي الآية وعيد للكفار بإنزال الضرر والعذاب فيهم، وقال الكافرون: متى هذا الوعد؟ فجاء الجواب: {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ}، فكان معنى الآية فكما أنا لا أملك لنفسي ضراً ولا نفعاً إلا ما شاء الله أن يملِّكنيه فكذلك لا أملك أن أدفع الضرَّ عنكم وسوء العقاب إذا جاءكم من الله تعالى، فقدَّم ذكر الضر على النفع لأن الآية تتحدث عن العذاب الذي قال فيه تعالى بعدها: {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُم بِهِ آلآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُون}. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
12186 مشاهدة