75ـ نحو أسرة مسلمة: هدف إبليس منكِ نزع الحجاب

75ـ نحو أسرة مسلمة: هدف إبليس منكِ نزع الحجاب

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد عرفنا الدرسين الماضيين بأن قرار المرأة في بيتها هو سرُّ نجاحها في عملها، وإذا نجحت في عملها حقَّقت لنفسها سعادة في الدنيا، وسعادة في الآخرة بإذن الله تعالى، وأما التي أكثرت الخروج من بيتها وخالفت أمر ربها خسرت الدنيا والآخرة والعياذ بالله تعالى، بسبب ضياع حقِّ زوجها عليها، وحقِّ أولادها.

وقلنا في آخر الدرس الماضي: بأن قول الله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}. لا يعني أن المرأة لا تخرج من بيتها أبداً، لأنه من الطبيعي أن تخرج لأمر ضروري أو حاجي، فإذا خرجت فقد أرشدها الله تعالى إلى كيفية هذا الخروج، وذلك بقوله تعالى: {وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى}.

بين يدي هذه الآية الكريمة:

أيها الإخوة: بدايةً قبل التحدث عن كيفية خروج المرأة من بيتها، وعن قوله تعالى: {وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى}. أقول:

أولاً: يجب علينا أن نعلم عداوة إبليس لنا:

هذه حقيقة لا يجوز أن تغيب عنا لحظة واحدة، وقد أخبرنا الله عز وجل عن هذه العداوة بيننا وبين إبليس بقوله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا}. لأن إبليس أقسم لربنا عز وجل بأنه سيغوينا جميعاً إلا عبادَ الله المخلَصين، فقال تعالى مخبراً عنه: {فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِين * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِين}.

وكذلك علَّمنا ربنا عز وجل بأن الشيطان سيقعد لنا على الصراط المستقيم، يعني سيحاول صرفنا عن الأحكام الشرعية بحيث يحلُّ الناسُ الحرامَ، ويحرِّمون الحلال، فقال تعالى مخبراً عنه: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيم * ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِين}.

وبعد هذا البيان قال الله تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِين}. يعني ألم آمركم وأوصيكم أن لا تعبدوا الشيطان؟ والعبادة هي الطاعة، لأنه عدوٌّ لكم وعداوته ظاهرة؟

بعد كلِّ هذا التحذير يعاتب الله عز وجل فئة من الناس، وأرجو الله تعالى أن لا نكون منهم، وذلك بقوله: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً}؟

ثانياً: المعاصي تكشف العورات:

أيها الإخوة: إذا عرفنا عداوة إبليس لنا، فإنه يجب علينا أن نعلم بأن أيَّ عورة انكشفت فإنها ما انكشفت إلا من وراء غواية إبليس ووسوسته حتى أوقعنا في المعصية، وتعالوا لنتدبر هذه الآية الكريمة: {وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِين * فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا}.

قبل الوقوع في المخالفة العوراتُ مستورةٌ، وما انكشفت إلا بعد المخالفة، وقد سميت العورة سوأةً لأنَّ كشفها يسوء صاحبها، هذا عند أصحاب الطباع السليمة.

ثالثاً: هدف إبليس نزع اللباس:

أيها الإخوة: يجب علينا أن نعلم بأنَّ من أهداف إبليس من بني آدم نزع اللباس عن العورات، لأن نزع اللباس عن العورات يحرِّك الشهوات والغرائز وينشر الفواحش، ويوقع في جريمة الزنا الذي به تختلط الأنساب، قال تعالى: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا}. ويقسم لهما بأنه ناصح أمين.

{وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِين}. والمؤمن يُخدع، لأنه لم يخطر على بال المسلم المستقيم بأن خَلْقَاً يقسم بالله على الباطل، ولذلك قالوا: هذه أول خديعة في الخلق.

يُذكر بأن سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يعتق من العبيد من يحسن الصلاة ويتقنها ويؤديها في وقتها، ويقف فيها خاشعاً، وحين عرف العبيد ذلك احترفوا إقامة الصلاة إمامة، وكانوا يتظاهرون بالخشوع فيها، وكان رضي الله عنه يعتقهم، فقال له البعض: إن العبيد يخدعونك، فقال: من خدعنا بالله انخدعنا له.

وكم من أناس يخادعون الناس بالله فيخدعونهم، ويظنُّ هؤلاء المخادعون أن القضية قد انتهت بهذه المخادعة، والحقيقة أن المخادع ما خادع إلا نفسه، وهو من الخاسرين يوم القيامة إذا لم يتب إلى الله تعالى، ويردَّ الحقوق لأصحابها.

واعلموا أيها الإخوة: أنه يُنصب يوم القيامة على الصراط المستقيم سبعة قناطر، كما يقول سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما: (إن على جسر جهنم سبع محابس يسأل العبد عند أولها عن شهادة أن لا إله إلا الله، فإن أجابها تامة جاز إلى الثاني، فيسأل عن الصلاة، فإن أجابها تامة جاز إلى الثالث، فيسأل عن الزكاة، فإن أجابها تامة جاز إلى الرابع، فيسأل عن الصوم، فإن جاء به تامًا جاز إلى الخامس، فيسأل عن الحج، فإن جاء به تاماً جاز إلى السادس، فيسأل عن العمرة، فإن أجابها تامة جاز إلى السابع، فيسأل عن المظالم، فإن خرج منها وإلا يقال: انظروا فإن كان له تطوُّع أُكمل به أعماله، فإذا فرغ منه انطلق به إلى الجنة).

تصوَّروا أيها الإخوة كم هي حسرة هذا المخادع عندما ينجو من المحبس الأول ثم الثاني ثم الثالث .... وهكذا حتى يصل إلى المحبس السابع وعنده تزدحم الخلائق بسبب المظالم، والتي من جملتها ظلم الآخرين بالخداع، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته حتى تفنى حسناته، فيؤخذ من خطاياهم فتطرح عليه، فيطرح في النار والعياذ بالله تعالى.

فالمؤمن يخدع، وأول خديعة كانت لأبوينا سيدنا آدم عليه السلام، وأمنا حواء، حيث أقسم لهما الشيطان بأنه ناصح أمين، فاحذر يا أخي أن تخدع أحداً بالله، فإن الناقد بصير.

فقوله تعالى: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا}. صريح بأن الشيطان يريد هذا من بني آدم، وهذا ما أكَّده ربنا عز وجل بقوله: {يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا}.

وإني أقول للمرأة المسلمة إذا زين لها شياطين الإنس والجن نزع الحجاب عنها، وكشفت شيئاً من عورتها، فلتكن على حذر من تبرير المعصية، ومن العناد ومن الإصرار على المعصية، ومن دعوة الآخرين إليها، لأن هذا المسلك هو مسلك إبليس، ولتكن على قدم أبيها سيدنا آدم عليه السلام أن تتوب وتستغفر وترجع إلى الله تعالى.

فهدف إبليس من بني آدم نزع اللباس وكشف العورات، وهذا ليس مقصوراً على كشف عورات النساء فقط، بل على كشف عورات الرجال، وهذه الظاهرة واضحة عندما ترى بعض الرجال يكشفون عن عوراتهم أمام أبنائهم وبناتهم في بيوتهم، وهم يعتبرون الأمر أقلَّ من الطبيعي، وربما اجترأ البعض على كشف عورته أمام الرجال بحيث يخرج إلى الشارع كاشفاً عورته بحجة الرياضة.

أما المرأة فحدِّث بدون حرج عن كشف عورتها أمام بناتها والنساء في الحمامات أو في الاستقبالات، وكل هذا من وسوسة الشيطان {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا}.

فكن على حذر يا أخي الكريم من كشف عورتك أمام أبنائك، ولتكن المرأة على حذر من كشف عورتها أمام بناتها والنساء، ولنعلم أن ذلك من كيد الشيطان الذي يريد غوايتنا جميعاً إلا من رحم الله تعالى.

لذلك أقول: كُلُّ من دعا إلى تعرِّي المرأة وشجَّع على ذلك، وهيَّأ لها اللباس ـ لباس العري ـ ونَشَرَ ذلك اللباس في محلِّه على تلك الأصنام، فهو عدوٌّ للمرأة، ومريدٌ للفساد، ويعيث في الأرض فساداً، وهو جندي من جنود إبليس ومن حزبه والعياذ بالله تعالى.

الفرق بين معصية إبليس ومعصية آدم عليه السلام:

أيها الإخوة: جدير بالذكر أن نشير هنا إلى الفارق بين المعصيتين، معصية إبليس، ومعصية سيدنا آدم عليه السلام، أما معصية إبليس فكانت مباشرة مع الإصرار والتعليل والتوعُّد بالانتقام من آدم وذريته، قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِين * قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِين * قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِين * قَالَ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون * قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِين * قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيم * ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِين}.

أما معصية سيدنا آدم عليه السلام فكانت عن نسيانِ عداوةِ إبليس له {إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ}. ولم يكن عنده عزم على المعصية، قال تعالى: {فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا}. ومع ذلك ندم وتاب واستغفر ورجع إلى الله تعالى معترفاً بظلمه لنفسه: {قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين}.

لنضع أنفسنا في هذا الميزان، هل إذا وقعنا في المعصية نبرِّرها ونعاند ونصرُّ عليها، كما فعل إبليس، أم نعترف ونقرُّ ونستغفر ونرجع إلى الله تعالى معترفين بظلمنا لأنفسنا كما فعل سيدنا آدم عليه السلام؟

خديعة إبليس للمرأة:

أيها الإخوة الكرام: يجب على المرأة أن تعلم ما ذكرناه، وأن تعلم حديث الصادق المصدوق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي رواه الطبراني عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مَسْعُودٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (إِنَّ الْمَرْأَةَ عَوْرَةٌ، وَإِنَّهَا إِذَا خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهَا اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ فَتَقُولُ: مَا رَآنِي أَحَدٌ إِلا أَعْجَبْتُهُ، وَأَقْرَبُ مَا تَكُونُ إِلَى اللَّهِ إِذَا كَانَتْ فِي قَعْرِ بَيْتِهَا).

يجب على المرأة أن تعلم بأنها إذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان، أي زيَّنها في نظر الرجال ليُغويَها ويُغوي بها، ويحرِّك نفسها الأمارة بالسوء فتقول في نفسها: (مَا رَآنِي أَحَدٌ إِلا أَعْجَبْتُهُ).

يجب على المرأة أن تعلم هذه الحقيقة إذا أرادت سلامتها من شرور شياطين الإنس والجن، وعليها أن تتساءل فيما بينها وبين نفسها: هل يخطر ببالها هذا الخاطر إذا خرجت من بيتها: (مَا رَآنِي أَحَدٌ إِلا أَعْجَبْتُهُ)؟ هل خطر ببالها هذا الخاطر إذا دخلت مكان عملها ووظيفتها؟

{وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ}:

أيها الإخوة الكرام: يجب على المرأة عند خروجها من بيتها أن تلبس حجابها، وأن يكون حجابها حجاب تقوى، وأن تتجنَّب حجاب الفجور، لأن الله تعالى أنزل علينا لباساً يواري سوآتنا، فلا يجوز أن يكون اللباس يظهر السَّوْءَة، وتزعم بعد ذلك المرأة أنها متحِّجبة.

يجب على المرأة أن تتدبَّر قول الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ}. لماذا قال مولانا جلَّت قدرته: {لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ}؟

الجواب على ذلك: قد تتوهَّم المرأة أنها متحجِّبة وهي في الحقيقة غير متحجِّبة، وهذا ما أكَّده النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا، قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلاتٌ مَائِلاتٌ رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا) رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.

خاتمة نسأل الله تعالى حسنها:

أيها الإخوة: بعد هذه المقدِّمة لقوله تعالى: {وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى}. أقول يجب علينا أن لا ننسى عداوة شياطين الإنس والجن لنا، ويجب علينا أن نرجع إلى الله تعالى، لأن إبليس سوف يتبرَّأ من أتباعه يوم القيامة، قال تعالى: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم}.

أسأل الله تعالى أن يحفظنا من شر شياطين الإنس والجن، وأن يردَّنا إلى ديننا رداً جميلاً، ومع قول الله تعالى: {وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى}. في الدرس القادم إن أحيانا الله تعالى. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

**     **     **

 

 2010-02-17
 3391
الشيخ أحمد شريف النعسان
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  نحو أسرة مسلمة

28-01-2018 4165 مشاهدة
200ـ نحو أسرة مسلمة: اللَّهُمَّ فهمنيها

لِتَحْقِيقِ السَّعَادَةِ في حَيَاتِنَا الأُسَرِيَّةِ لَا بُدَّ مِنَ التَّعَامُلِ مَعَ القُرْآنِ العَظِيمِ تَعَامُلَاً صَحِيحَاً، وَهَذَا لَا يَكُونُ إِلَّا بِالتِّلَاوَةِ مَعَ التَّدَبُّرِ، قَالَ تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ ... المزيد

 28-01-2018
 
 4165
21-01-2018 5030 مشاهدة
199ـ نحو أسرة مسلمة :مفتاح سعادتنا بأيدينا

كُلَّمَا تَذَكَّرْنَا يَوْمَ الحِسَابِ، يَوْمَ العَرْضِ عَلَى اللهِ تعالى، يَوْمَ نَقِفُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ تعالى حُفَاةً عُرَاةً غُرْلَاً، وَكُلَّمَا تَذَكَّرْنَا الجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَنَعِيمَ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَعَذَابَ أَهْلِ النَّارِ، ... المزيد

 21-01-2018
 
 5030
14-01-2018 3621 مشاهدة
198ـنحو أسرة مسلمة : بعد كل امتحان ستعلن النتائج

صَلَاحُ أُسَرِنَا لَا يَكُونُ إِلَّا إِذَا عَرَفَ كُلٌّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ الغَايَةَ مِنْ وُجُودِهِ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا؛ الكَثِيرُ مِنَ الأَزْوَاجِ مِمَّنْ دَخَلَ الدُّنْيَا ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا وَهُوَ لَا يَدْرِي وَلَا يَعْلَمُ لِمَاذَا ... المزيد

 14-01-2018
 
 3621
08-01-2018 4216 مشاهدة
197ـنحو أسرة مسلمة: وصية الصحابة رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ لنا

القُرْآنُ العَظِيمُ الذي أَكْرَمَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ، وَاصْطَفَانَا لِوِرَاثَتِهِ هُوَ مَصْدَرُ سَعَادَتِنَا في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَمَنْ أَرَادَ السَّعَادَةَ في حَيَاتِهِ الزَّوْجِيَّةِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فَعَلَيْهِ ... المزيد

 08-01-2018
 
 4216
31-12-2017 4238 مشاهدة
196ـ نحو أسرة مسلمة :دمار الأسر بسبب الفسق والفجور

إِنَّ مِنْ أَسْبَابِ شَقَاءِ البُيُوتِ، وَكَثْرَةِ الخِلَافَاتِ بَيْنَ الأَزْوَاجِ، المَعَاصِيَ وَالمُنْكَرَاتِ، التي تُنَكِّسُ الرُّؤُوسَ في الدُّنْيَا قَبْلَ الآخِرَةِ، وَالتي تُسْلِمُ إلى مُقَاسَاةِ العَذَابِ الأَلِيمِ في الدُّنْيَا قَبْلَ ... المزيد

 31-12-2017
 
 4238
24-12-2017 4027 مشاهدة
195ـنحو أسرة مسلمة : أين بيوتنا من تلاوة القرآن؟

سِرُّ سَعَادَتِنَا في حَيَاتِنَا الزَّوْجِيَّةِ القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ تَحَوُّلِنَا مِنَ الشَّقَاءِ إلى السَّعَادَةِ القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ هِدَايَتِنَا مِنَ الضَّلَالِ إلى الهُدَى القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ تَمَاسُكِ أُسَرِنَا ... المزيد

 24-12-2017
 
 4027

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 412856611
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :