592ـ خطبة الجمعة: العدل بين الأبناء والتسوية في العطاء

592ـ خطبة الجمعة: العدل بين الأبناء والتسوية في العطاء

 

592ـ خطبة الجمعة: العدل بين الأبناء والتسوية في العطاء

مقدمة الخطبة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَا عِبَادَ اللهِ: أَبْنَاؤُنَا أَمَانَةٌ في أَعْنَاقِنَا، وَسَوْفَ نُسْأَلُ عَنْهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَإِنَّ لَهُمْ حُقُوقَاً عَلَيْنَا يَجِبُ أَنْ نُؤَدِّيَهُمْ إِيَّاهَا، مِنْ جُمْلَةِ ذَلِكَ: المُسَاوَاةُ بَيْنَهُمْ في العَطِيَّةِ، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلاَدِكُمْ فِي العَطِيَّةِ» رواه الإمام البخاري.

التَّفْرِيقُ بَيْنَ الذَّكَرِ وَالأُنْثَى طَامَّةٌ كُبْرَى، هَذَا يُعْطِي الذَّكَرَ وَيَحْرِمُ الأُنْثَى، وَتِلْكَ تُعْطِي الأُنْثَى وَتَحْرِمُ الذَّكَرَ، أَفْعَالٌ مَصْدَرُهَا النَّفْسُ الأَمَّارَةُ بِالسُّوءِ، وَاتِّبَاعٌ للهَوَى، وَحُبٌّ للدُّنْيَا، وَنِسْيَانٌ للآخِرَةِ.

بِنَاءُ الأَبْنَاءِ:

يَا عِبَادَ اللهِ: دِينُنَا الحَنِيفُ كَانَ حَرِيصَاً أَشَدَّ الحِرْصِ عَلَى بِنَاءِ الأَبْنَاءِ البِنَاءَ السَّلِيمَ الذي يُقَوِّمُ سُلُوكَهُمْ وَأَخْلَاقَهُمْ، وَيُنَشِّئُهُمُ النَّشْأَةَ الصَّالِحَةَ التي تَعْتَمِدُ عَلَى التَّرْبِيَةِ وَالتَّوْجِيهِ، وَغَرْسِ الإِيمَانِ في القُلُوبِ، وَإِقَامَةِ الدَّعَائِمِ الأَخْلَاقِيَّةِ، وَالقِيَمِ الاجْتِمَاعِيَّةِ في قُلُوبِ الأَبْنَاءِ.

يَا عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ كَلَّفَ اللهُ تعالى الأَبَوَيْنِ بِتَرْبِيَةِ الأَبْنَاءِ، وَخَصَّ الأَبَ بِعَظِيمِ المَسْؤُولِيَّةِ في هَذَا، وَجَعَلَ القِوَامَةَ بِيَدِهِ لِيُحْسِنَ التَّصَرُّفَ وَالتَّرْبِيَةَ لِأَبْنَائِهِ تَرْبِيَةً تُقَرِّبُهُمْ إلى اللهِ تعالى زُلْفَى، وَأَنْ يَحْرِصَ في ذَلِكَ عَلَى إِقَامَةِ العَدْلِ بَيْنَ الأَبْنَاءِ، لِأَنَّ إِقَامَةَ العَدْلِ بَيْنَهُمْ تُعِينُهُمْ عَلَى البِرِّ وَصِلَةِ الرَّحِمِ وَالمَحَبَّةِ وَالتَّوَادِّ فِيمَا بَيْنَهُمْ.

أَمَّا مَنِ انْدَفَعَ مَعَ هَوَاهُ، وَاتَّبَعَ عَاطِفَتَهُ فَمَالَ إلى تَفْضِيلِ بَعْضِ الأَبْنَاءِ عَلَى بَعْضٍ، بِتَفْضِيلِ الذُّكُورِ عَلَى الإِنَاثِ، أَو الصِّغَارِ عَلَى الكِبَارِ، فَقَدْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ في الظُّلْمِ، وَسَاقَ بِهَا إلى الهَلَكَةِ، وَسَاهَمَ في تَصَدُّعِ بِنَاءِ الأُسْرَةِ، وَتَفَكُّكِ أَعْضَائِهَا، وَإِيجَادِ العَدَاوَاتِ وَالبَغْضَاءِ بَيْنَ الأَبْنَاءِ، فَأَدَّى ذَلِكَ إلى عُقُوقِهِ في الحَيَاةِ وَبَعْدَ المَمَاتِ، وَأَدَّى ذَلِكَ إلى ظُهُورِ العُدْوَانِ وَكَثْرَةِ الخِصَامِ وَالشِّقَاقِ بَيْنَ الإِخْوَةِ وَالأَخَوَاتِ.

يَا عِبَادَ اللهِ: بِنَاءُ الأَبْنَاءِ بِهَذَا الشَّكْلِ بِنَاءٌ فَاشِلٌ يُؤَدِّي إلى تَمْزِيقِ الأُسْرَةِ، التي تُؤَدِّي إلى تَمْزِيقِ المُجْتَمَعِ، وَيُؤَدِّي إلى تَلَاعُبِ شَيَاطِينِ الإِنْسِ وَالجِنِّ بَيْنَ أَفْرَادِ الأُسْرَةِ.

إِنَّ مِثْلَ هَذِهِ التَّصَرُّفَاتِ تَجْعَلُ الأُسْرَةَ في صِرَاعٍ دَائِمٍ، لِمَاذَا هَذِهِ التَّصَرُّفَاتُ التي تَصْدُرُ مِنَ الأَبَوَيْنِ أَو مِنْ أَحَدِهِمَا؟ لِمَاذَا اسْتِبْدَالُ العَدْلِ بِالظُّلْمِ الذي نَهَى عَنْهُ الشَّرْعُ؟

لَقَدْ أَعْطَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، وَالوَاجِبُ عَلَى الآبَاءِ تَحْقِيقُ أَمرِ الله تعالى، وَتَرْكُ الظُّلْمِ الذي يَقَعُ عَلَى الأَبْنَاءِ، وَالإِنْسَانُ لَا يَدْرِي أَيْنَ الخَيْرُ، في الذُّكُورِ أَمْ في الإِنَاثِ؟ يَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعَاً﴾. فَبنَاءُ الأَبْنَاءِ البِنَاءَ السَّلِيمَ لَا يَكُونُ إِلَّا بِالعَدْلِ بَيْنَهُمْ.

لَا تَجْعَلُوا أَوْلَادَكُمْ في مَهْلَكَةٍ:

يَا عِبَادَ اللهِ: لَا تَجْعَلُوا أَوْلَادَكُمْ في مَهْلَكَةٍ بِسَبَبِ عَدَمِ العَدْلِ بَيْنَهُمْ، لَا تَكُونُوا سَبَبَاً في زَرْعِ الحِقْدِ في قُلُوبِهِمْ، لَا تَكُونُوا سَبَبَاً في أَنْ تَكُونَ قُلُوبُهُمْ قُلُوبَاً سَوْدَاءَ لَا تَعْرِف للعَفْوِ طَرِيقَاً، وَلَا للصَّفْحِ سَبِيلَاً، لَا تَجْعَلُوهُمْ يَنْدَرِجُونَ تَحْتَ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ﴾.

لَا تَجْعَلُوا أَوْلَادَكُمْ يَنْدَرِجُونَ تَحْتَ قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾.

لَا تَجْعَلُوا أَوْلَادَكُمْ يَنْدَرِجُونَ تَحْتَ قَوْلِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «تُعْرضُ الأَعْمَالُ فِي كُلِّ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ، فَيَغْفِرُ اللهُ لِكُلِّ امْرِئٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئَاً، إِِلَّا امْرَأً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيَقُولُ: اتْرُكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

يَا عِبَادَ اللهِ: دَرِّبُوا أَبْنَاءَكُمْ عَلَى سَلَامَةِ صُدُورِهِمْ، وَعَلَى عَدَمِ الحِقْدِ، لَعَلَّ اللهَ تعالى يَغْفِرُ لَهُمْ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثٌ مَنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ، فَإِنَّ اللهَ يَغْفِرُ لَهُ مَا سِوَى ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ: مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئَاً، وَلَمْ يَكُنْ سَاحِرَاً يَتْبَعُ السَّحَرَةَ، وَلَمْ يَحْقِدْ عَلَى أَخِيهِ» رواه لطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

اجْعَلُوا أَبْنَاءَكُمْ مِنْ أَفْضَلِ النَّاسِ، وَذَلِكَ بِالعَدْلِ بَيْنَهُمْ، لِأَنَّ العَدْلَ يُنَقِّي القَلْبَ مِنَ الغِلِّ وَالحِقْدِ وَالحَسَدِ وَالبَغْضَاءِ، روى ابن ماجه عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟

قَالَ: «كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ».

قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟

قَالَ: «هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، لَا إِثْمَ فِيهِ، وَلَا بَغْيَ، وَلَا غِلَّ، وَلَا حَسَدَ».

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةَ ـ:

يَا عِبَادَ اللهِ: أَبْنَاؤُنَا أَمَانَةٌ في أَعْنَاقِنَا، لِنَبْنِ أَبْنَاءَنَا بِنَاءً صَحِيحَاً، بِنَاءً سَلِيمَاً، وَذَلِكَ بِالعَدْلِ بَيْنَهُمْ، حَتَّى تَكُونَ صُدُورُهُمْ سَلِيمَةً، وَيَكُونُوا كَالجَسَدِ الوَاحِدِ، وَلْنَحْذَرِ الجَوْرَ وَالظُّلْمَ وَالتَّفْرِيقَ بَيْنَهُمْ، حَتَّى لَا يَكُونُوا مِمَّنْ قَطَعُوا مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ، وَيَصِلُوا مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُقْطَعَ، فَاللهَ اللهَ في أَبْنَائِكُمْ.

اللَّهُمَّ أَصْلِحْنَا ظَاهِرَاً وَبَاطِنَاً. آمين.

أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

**      **    **

تاريخ الخطبة:

الجمعة: 13/ رجب /1439هـ، الموافق: 30/ آذار / 2018م

 2018-03-30
 3117
الشيخ أحمد شريف النعسان
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  خطب الجمعة

21-03-2024 574 مشاهدة
905ـ خطبة الجمعة: التقوى ميدان التفاضل بين العباد

لَقَدْ فَرَضَ اللهُ تعالى عَلَيْنَا صِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى نَصِلَ إلى مَقَامِ التَّقْوَى، وَالتَّقْوَى هِيَ الْتِزَامُ أَوَامِرِ اللهِ تَعَالَى وَاجْتِنَابُ نَوَاهِيهِ، هِيَ فِعْلُ الْمَأْمُورَاتِ وَتَرْكُ الْمَنْهِيَّاتِ، التَّقْوَى ... المزيد

 21-03-2024
 
 574
14-03-2024 926 مشاهدة
904ـ خطبة الجمعة: حافظوا على الطاعات والعبادات

فَيَا عِبَادَ اللهِ: كُلُّ عَامِلٍ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا لَهُ هَدَفٌ يُرِيدُ الوُصُولَ إِلَيْهِ، وَكُلُّ مُجْتَهِدٍ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا الفَانِيَةِ لَهُ غَايَةٌ يُرِيدُ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهَا. وَقِيمَةُ كُلِّ إِنْسَانٍ تَأْتِي ... المزيد

 14-03-2024
 
 926
08-03-2024 849 مشاهدة
903ـ خطبة الجمعة: استقبل شهر رمضان بالأمور الآتية

هَا نَحْنُ نَسْتَقْبِلُ شَهْرَ الصَّوْمِ، وَأَنْعِمْ بِالصَّوْمِ عِبَادَةً، بِهِ رَفْعُ الدَّرَجَاتُ، وَتَكْفِيرُ الخَطِيئَاتِ، وَكَسْرُ الشَّهَوَاتِ، وَتَكْثِيرُ الصَّدَقَاتِ، وَوَفْرَةِ الطَّاعَاتِ، وَشُكْرُ عَالِمِ الخَفِيَّاتِ، وَالانْزِجَارُ ... المزيد

 08-03-2024
 
 849
09-02-2024 2550 مشاهدة
902ـ خطبة الجمعة: حاله صلى الله عليه وسلم في شعبان

إِنَّ المُؤْمِنَ لَيَتَقَلَّبُ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَيَمُدُّ اللهُ تعالى لَهُ في أَجَلِهِ، وَكُلَّ يَوْمٍ يَبْقَاهُ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا هُوَ غَنِيمَةٌ لَهُ لِيَتَزَوَّدَ مِنْهُ لِآخِرَتِهِ، وَيَحْرُثَ فِيهِ مَا اسْتَطَاعَ، ... المزيد

 09-02-2024
 
 2550
02-02-2024 2240 مشاهدة
901ـ خطبة الجمعة: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ﴾

لِنَكنْ جَمِيعًا عَلَى يَقِينٍ أَنَّنَا سَنَلْقَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ﴿لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى﴾. أَلَا وَإِنَّ الخَيْرَ كُلَّ الخَيْرِ في الجَنَّةِ، وَإِنَّ الشَّرَّ كُلَّ ... المزيد

 02-02-2024
 
 2240
25-01-2024 1482 مشاهدة
900ـ خطبة الجمعة: صورة من صور الحياء (2)

مَنْ فَقَدَ الحَيَاءَ فَقَدَ كُلَّ شَيْءٍ، وَصَارَ مُجَرَّدًا مِنْ كُلِّ خُلُقٍ نَبِيلٍ فَاضِلٍ، فَاقِدُ الحَيَاءِ مَمْقُوتٌ خَائِنٌ لَا رَحْمَةَ عِنْدَهُ، بَلْ في غَالِبِ الأَمْرِ الأَعَمِّ تَجِدُهُ مَلْعُونًا عَلَى أَلْسِنَةِ بَعْضِ الخَلْقِ، ... المزيد

 25-01-2024
 
 1482

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3153
المكتبة الصوتية 4762
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 411926389
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :