أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6301 - {وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا}

12-05-2014 252 مشاهدة
 السؤال :
ما هو تفسير قول الله تعالى: ﴿وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِين﴾؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6301
 2014-05-12

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَمَعنى الآيَةِ، أنَّ اللهَ سُبحَانَهُ وتعالى قَادِرٌ مُريدٌ، فَلَو شاءَ لَجَعَلَ كُلَّ من في الأرضِ من إنسٍ وجِنٍّ مٌؤمِناً لا يَصدُرُ مِنهُم كُفرٌ ولا عِصيانٌ، كالمَلائِكَةِ ﴿لا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون﴾.

ولكنَّ اللهَ تعالى قَدَّرَ أن تَكونَ هُناكَ مَخلوقاتٌ قَابِلَةٌ للإيمانِ والكُفرِ، ويَصدُرُ منها الطَّاعَةُ والعِصيانُ، وذلكَ بِمَحْضِ إرادَتِها، وأعطاها اللهُ تعالى جُزءاً من الاختِيارِ، ثمَّ أرسَلَ إلَيهِمُ الرُّسُلُ لِيَهدوهُم سَبيلَ الرَّشادِ هِدَايَةَ دِلالَةٍ، فَمِنهُم من أَحَبَّ العَمى على الهُدى كَثَمود، قال تعالى: ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ﴾. يَعني هِدَايَةِ دِلالَةٍ ﴿فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى﴾. باختِيَارِهِم، ولو شَاءَ اللهُ تعالى لَسَلَبَ مِنهُمُ الاختِيارَ، جَعَلَهُم طَائِعِينَ لَهُ بِدونِ اختِيارٍ مِنهُم.

وبناء على ذلك:

فَرَبُّنا عزَّ وجلَّ شَاءَ أن يَجعَلَ للعَبدِ من عَالَمِ الإنسِ والجِنِّ جُزءاً من الاختِيارِ ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً﴾.

ورَتَّبَ على هذا الاختِيارِ جَزاءً لمن أطاعَ، ولمن عَصا، فَجَعَلَ الجَنَّةَ لمن أطاعَ، والنَّارَ لمن عَصى، قال تعالى: ﴿فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً﴾. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
252 مشاهدة
الملف المرفق