أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

333 - معنى حديث: كل أمتي معافى إلا المجاهرين

02-05-2007 102422 مشاهدة
 السؤال :
سمعنا منك في أحد الدروس حديث النبي صلى الله عليه وسلم (كل أمتي معافى إلا المجاهرين). ما معنى هذا الحديث؟ وما هي درجة صحته؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 333
 2007-05-02

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَالحَدِيثُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، رواه الإمام البخاري ومسلم في صَحِيحَيْهِمَا، عَنْ سَيِّدِنَا أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كُلُّ أُمَّتِي مُعَافَىً إِلَّا المُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ المُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلَاً، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولَ: يَا فُلَانُ، عَمِلْتُ البَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللهِ عَنْهُ».

فَالمُجَاهَرَةُ هِيَ إِفْشَاءُ سِرِّ المَعْصِيَةِ التي سَتَرَهَا اللهُ عَلَى العَاصِي، فَإِفْشَاؤُهَا فِيهِ مُحَادَّةٌ للهِ تعالى وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى، وَعَدَمُ مُبَالَاةٍ بِالمَعْصِيَةِ، وَعَدَمُ اكْتِرَاثٍ بِأَوَامِرِ اللهِ تعالى وَنَوَاهِيهِ، وَيَكُونُ مُشَجِّعَاً لِغَيْرِهِ عَلَى مَعْصِيَةِ اللهِ تعالى، فَمِثْلُ هَذَا العَبْدِ يُعَامِلُهُ اللهُ تعالى بِعَدْلِهِ وَالعِيَاذُ بِاللهِ، وَيَأْخُذُهُ بِسُوءِ فِعْلِهِ، وَلَمْ يَكُنْ أَهْلَاً لِأَنْ يُعَامِلَهُ اللهُ تعالى بِعَفْوِهِ.

أَمَّا مَنِ ابْتُلِيَ بِالمَعْصِيَةِ، وَسَتَرَ نَفْسَهُ أَثْنَاءَ الوُقُوعِ فِيهَا، وَنَدِمَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ، وَعَزَمَ عَلَى عَدَمِ العَوْدِ إِلَيْهَا، وَالنَّدَمُ بَدَأَ يَأْكُلُ قَلْبَهُ، فَهَذَا العَبْدُ جَدِيرٌ بِأَنْ يُعَامِلَهُ اللهُ تعالى بِفَضْلِهِ، وَقَدْ وَرَدَ في صَحِيحِ البخاري أَنَّ اللهَ تعالى يَقُولُ لِهَذَا العَبْدِ: «إِنِّي سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ». فَمَا أَعْظَمَ رَحْمَةِ اللهِ تعالى!

فَيَا مَنِ ابْتُلِيَ بِشَيْءٍ مِنَ المُخَالَفَاتِ لَا تُحَدِّثْ بِهَا أَحَدَاً مِنَ الخَلْقِ، وَأَكْثِرْ مِنَ الاسْتِغْفَارِ، حَتَّى تَكُونَ مُعَافَى في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.

نَسْأَلُ اللهَ تعالى الذي سَتَرَنَا فِيمَا مَضَى مِنْ أَعْمَارِنَا، أَنْ يَسْتُرَنَا فِيمَا بَقِيَ مِنْهَا، وَنَرْجُو اللهَ تعالى أَنْ يُعَامِلَنَا بِفَضْلِهِ لَا بِعَدْلِهِ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
102422 مشاهدة