أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

3777 - علامات صدق التوبة

08-03-2011 66025 مشاهدة
 السؤال :
أذنبت ذنباً عظيماً، وأنا أستغفر الله، كيف أعرف أن الله قد غفر لي؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 3777
 2011-03-08

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فمهما كان ذنبك عظيماً فرحمة الله تعالى أوسع وأعظم، وربنا عز وجل فتح لنا باب التوبة، بقوله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون}. بل وعد ربُّنا عز وجل التائبَ الصادقَ بأن يبدِّل سيئاته حسنات، فقال تعالى: {إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}.

ومن علامات صدق التوبة وقبولها عند الله عز وجل:

أولاً: الإقلاع عن الذنب، وتركه بالكليَّة، وهذا في الظاهر.

ثانياً: الندم على ما بدر من العبد من المخالفات الشرعية، وهذه حالة باطنية.

ثالثاً: الجزم والعزم على عدم العودة إلى الذنب ثانية، وذلك بتوكُّله على الله تعالى في ذلك.

رابعاً: إعادة الحقوق لأصحابها إذا كان الذنب متعلِّقاً بحقوق العباد.

خامساً: كثرة الاستغفار والصدقة على قدر الاستطاعة.

سادساً: ترك قرناء السوء.

فمن حقَّق هذه الشروط الظاهرة والباطنة مع الإخلاص لله تعالى، كان ذلك علامةً على أن الله عز وجل غفر لهذا العبد ذنبه بإذنه تعالى.

وأخيراً تذكَّر يا أخي الكريم كلام الإمام الشافعي، رحمه الله تعالى، حتى لا تيئس من رحمة الله تعالى، عندما كان يقول:

إليك إلهَ الخلق أرفع رغبتي *** وإن كنتُ يا ذا المنِّ والجودِ مُجرما

ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي *** جعلت الرجا منِّي لعفوك سلما

تعاظمني ذنبي فلما قَرَنْتُهُ *** بعفوك ربي كان عفوك أعظما

فما زلتَ ذا عفوٍ عن الذنب لم تزل *** تجود وتعفو مِنَّة وتكرُّما

وكن على حَذَر من وسوسة الشيطان الذي يحاول أن يوقعك في اليأس والقنوط من رحمة الله تعالى، والله تعالى يقول: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم}.

وكلَّما تذكَّرت الذنبَ استغفر الله تعالى، فإنها تكتب لك توبة جديدة إن شاء الله تعالى، لأنَّ العبد كلَّما تذكَّر ذنبه القديم وجدَّد توبته من ذاك الذنب، فإنه لا يعود إليه ثانية. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
66025 مشاهدة