أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7694 - ﴿عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي﴾. ﴿لِتُشْرِكَ بِي﴾.

13-11-2016 2876 مشاهدة
 السؤال :
يقول الله تعالى في سورة العنكبوت في حق الوالدين: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا﴾. وَيَقُولُ في سُورَةِ لُقْمَانَ: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا﴾. فلماذا قال في الأولى: ﴿لِتُشْرِكَ بِي﴾. وفي الثانية: ﴿عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي﴾؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7694
 2016-11-13

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَفِي الآيَةِ الأُولَى في سُورَةِ العَنْكَبُوتِ: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا﴾. يَعْنِي: أَرَادَاكَ على الشِّرْكِ، بِأُسْلُوبٍ خَفِيفٍ، وَلَيْسَ شَدِيدَاً، وَلَيْسَ فِيهِ إِلْزَامٌ، فَلَا طَاعَةَ لَهُمَا عَلَيْكَ.

أَمَّا في الآيَةِ الثَّانِيَةِ في سُورَةِ لُقْمَانَ: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا﴾. يَعْنِي: أَرَادَاكَ على الشِّرْكِ بِأُسْلُوبٍ شَدِيدٍ، وَفِيهِ إِلْزَامٌ وَإِكْرَاهٌ وَبِقُوَّةٍ وَبِشِدَّةٍ، فَلَا طَاعَةَ لَهُمَا عَلَيْكَ.

وبناء على ذلك:

فَالآيَةُ الأُولَى في سُورَةِ العَنْكَبُوتِ تُفِيدُ أَنَّهُمَا إِذَا دَعَوَاكَ للشِّرْكِ، وَلَوْ بِدُونِ إِلْزَامٍ، وَلَا إِكْرَاهٍ، بِمُجَرَّدِ دَعْوَةٍ لَكَ للشِّرْكِ، فَلَا تُطِعْهُمَا.

وَأَمَّا في سُورَةِ لُقْمَانَ تُفِيدُ أَنَّهُمَا إِذَا دَعَوَاكَ للشِّرْكِ، مَعَ الإِكْرَاهِ، وَالإِلْزَامِ وَالشِّدَّةِ، فَلَا تُطِعْهُمَا كَذَلِكَ.

وَتَسْقُطُ عَنْكَ طَاعَتُهُمَا في الحَالَتَيْنِ، في حَالَةِ العَرْضِ بِدُونِ إِكْرَاهٍ، وَفِي حَالَةِ العَرْضِ مَعَ الإِكْرَاهِ، لِأَنَّهُمَا أَسْقَطَا حَقَّ الخَالِقِ جَلَّ جَلَالُهُ، فَإِذَا أَسْقَطَا حَقَّ الخَالِقِ جَلَّ جَلَالُهُ سَقَطَ حَقُّهُمَا مِنْ بَابِ أَوْلَى وَأَوْلَى. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2876 مشاهدة