أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7177 - ﴿وَآتَيْنَاهُ الْـحُكْمَ صَبِيَّاً﴾

18-02-2016 1581 مشاهدة
 السؤال :
ما معنى قوله تعالى: ﴿وَآتَيْنَاهُ الْـحُكْمَ صَبِيَّاً﴾. وقوله تعالى: ﴿قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْـمَهْدِ صَبِيَّاً﴾؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7177
 2016-02-18

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَوْلُ اللهِ تَبَارَكَ وتعالى في حَقِّ سَيِدِنَا يَحْيَى عَلَيْهِ السَّلامُ: ﴿وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيَّاً﴾. يَعْنِي: آتَيْنَاهُ العِلْمَ والفَهْمَ للتَّوْرَاةِ، وَلِطَاعَةِ اللهِ عزَّ وجلَّ وَعِبَادَتِهِ في سِنٍّ مُبَكِّرَةٍ، لِأَنَّ هَذِهِ المَسْأَلَةَ مَسْأَلَةُ عَطَاءٍ من اللهِ تعالى، فَهِيَ لا تَخْضَعُ لِلْأَسْبَابِ، لِذَا جَاءَ سَيِّدُنَا يَحْيَى عَلَيْهِ السَّلامُ مُبَكَّرَ النُّضْجِ والذَّكَاءِ، يَفُوقُ أَقْرَانَهُ، وَيَسْبِقُ زَمَانَهُ.

وَقَد جَاءَ في الأَثَرِ، أَنَّهُ دَعَاهُ أَقْرَانُهُ لِلَّعِبِ وَهُوَ صَغِيرٌ، فَقَالَ لَهُم: مَا لِلَّعِبِ خُلِقْنَا.

أَمَّا قَوْلُهُ تعالى في حَقِّ سَيِّدِنَا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ: ﴿قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْـمَهْدِ صَبِيَّاً﴾؟ فَالقَوْمُ لَمْ يَسْتبْعِدُوا أَنْ يَتَكَلَّمَ الوَلِيدُ، لِذَا لَمْ يَقُولُوا: كَيْفَ يَتَكَلَّمُ مَنْ كَانَ فِي الْـمَهْدِ صَبِيَّاً؟ بَل: ﴿قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ﴾. يَعْنِي: نَحْنُ.

فَسَيِّدُنَا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ تَكَلَّمَ وَهُوَ صَبِيٌّ في المَهْدِ، وَوَصَفَ نَفْسَهُ بِقَوْلِهِ: ﴿إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيَّاً﴾. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1581 مشاهدة