أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5860 - حد الزاني المحصن الرجم

17-05-2013 14040 مشاهدة
 السؤال :
هل ثبت في القرآن العظيم حدُّ الرجم في حق الزاني المحصن؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5860
 2013-05-17

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: يقولُ اللهُ تبارَكَ وتعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾. ويقولُ تبارَكَ وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾. ويقولُ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾. ويقولُ جَلَّت قُدرَتُهُ: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم﴾.

ثانياً: يقولُ سيِّدُنا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عنهُ: إِنَّ اللهَ بَعَثَ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِالْحَقِّ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ، فَكَانَ مِمَّا أَنْزَلَ اللهُ آيَةُ الرَّجْمِ، فَقَرَأْنَاهَا وَعَقَلْنَاهَا وَوَعَيْنَاهَا، رَجَمَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ، فَأَخْشَى إِنْ طَالَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ: والله مَا نَجِدُ آيَةَ الرَّجْمِ فِي كِتَابِ الله، فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللهُ، وَالرَّجْمُ فِي كِتَابِ الله حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى إِذَا أُحْصِنَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ إِذَا قَامَتِ الْبَيِّنَةُ، أَوْ كَانَ الْحَبَلُ أَو الِاعْتِرَافُ. رواه الشيخان.

ثالثاً: روى الإمام أحمد عَنِ الشَّعْبِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّ عَلِيَّاً رَضِيَ اللهُ عَنْهُ جَلَدَ شَرَاحَةَ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَرَجَمَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَقَالَ: أَجْلِدُهَا بِكِتَابِ الله، وَأَرْجُمُهَا بِسُنَّةِ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

وبناء على ذلك:

 فقد تَمَّ الاتِّفاقُ بينَ الفقهاءِ على أنَّ حَدَّ الزَّاني المُحصَنِ الرَّجمُ حتَّى الموتِ، رجلاً كانَ أو امرأةً.

ويقولُ ابنُ قدامةَ: وأجمَعَ عليهِ أصحابُ رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، لأنَّ اللهَ تعالى أَنْزَلَهُ فِي كِتَابِهِ، ثُمَّ نُسِخَ رَسْمُهُ، وَبَقِيَ حُكْمُهُ، ولأنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ رَجَمَ، وهذا ثابِتٌ بالتَّواتُرِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
14040 مشاهدة