أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5785 - حكم سجدة التلاوة:

15-03-2013 216 مشاهدة
 السؤال :
هل سجدة التلاوة سنة أم واجبة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5785
 2013-03-15

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإنَّ سَجدَةَ التِّلاوة اختلَفَ الفُقهاءُ فيها، فعِندَ جمهورِ الفُقهاءِ سُنَّة، وذلك لما رواهُ الإمامُ البخاري عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَكَانَ رَبِيعَةُ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ عَمَّا حَضَرَ رَبِيعَةُ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قالَ الحَافِظ ُبُن حَجَرٍ في الفَتحِ: قوله : عَمَّا حَضَرَ رَبِيعَةُ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مُتُعُلِّقٌ بقولِهِ: أَخبَرَنِي، أَي : أَخبَرَنِي رَاوِيَاً عَن عُثمَانَ عَن رَبِيعَةَ عَن قِصَّةِ حُضُورِهِ مَجلِسَ عُمَر ـ : قَرَأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى الْمِنْبَرِ بِسُورَةِ النَّحْلِ، حَتَّى إِذَا جَاءَ السَّجْدَةَ نَزَلَ فَسَجَدَ وَسَجَدَ النَّاسُ، حَتَّى إِذَا كَانَتْ الْجُمُعَةُ الْقَابِلَةُ قَرَأَ بِهَا، حَتَّى إِذَا جَاءَ السَّجْدَةَ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا نَمُرُّ بِالسُّجُودِ، فَمَنْ سَجَدَ فَقَدْ أَصَابَ، وَمَنْ لَمْ يَسْجُدْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَسْجُدْ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وجَاءَ في الأَثَرِ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لمَّا قَرَأَ السَّجدَةَ وَتَهَيَّأَ الصَّحَابَةُ أَن يَسجُدُوا، قال: عَلى رِسلِكُم إِنَّها لَيسَت بِعَزِيمَةٍ، ولمَّا رَآهُم تَهَيَّئُوا لِلسُّجُودِ نَزَلَ فَسَجَدَ تَطيِيبَاً لِخَواطِرِهِم فَدَلَّ عَلى أَنَّهَا لَيسَت بِعَزِيمَةٍ.

وأمَّا عندَ السَّادَةِ الحنفيَّةِ فهيَ واجِبَةٌ، واستدلوا على الوجوبِ بما رواهُ الإمامُ مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي يَقُولُ: يَا وَيْلِي، أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِي النَّارُ».

وكذلكَ قالوا بأنَّ الأوامِرَ في القُرآنِ العَظِيمِ للوجوبِ إذا لم يَصرِفَها صارِفٌ عنِ الوُجُوبِ.

وبناءً على ذلك:

فسَجدَةُ التِّلاوَةِ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ عندَ جُمهُورِ الفُقَهَاءِ وواجِبَةٌ عندَ الحَنَفيَّةِ، والأولى في حَقِّ تالِي سَجدَةِ التِّلاوَةِ السُّجودُ خروجاً منَ الخِلافِ. هذا، والله تعالى أعلم. 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
216 مشاهدة
الملف المرفق