أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7082 - هل كان له ظل؟

24-11-2015 917 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح بأن سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لم يكن له ظل إذا مشى في الشمس؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7082
 2015-11-24

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: روى الإمام مسلم عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُما، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي صَلَاتِهِ أَوْ فِي سُجُودِهِ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورَاً، وَفِي سَمْعِي نُورَاً، وَفِي بَصَرِي نُورَاً، وَعَنْ يَمِينِي نُورَاً، وَعَنْ شِمَالِي نُورَاً، وَأَمَامِي نُورَاً، وَخَلْفِي نُورَاً، وَفَوْقِي نُورَاً، وَتَحْتِي نُورَاً، وَاجْعَلْ لِي نُورَاً ـ أَوْ قَالَ: وَاجْعَلْنِي نُورَاً ـ».

ثانياً: أَخْرَجَ الحَكِيمُ الترمذي عن ذكوان، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُرَى لَهُ ظِلٌّ في شَمْسٍ ولا قَمَرٍ.

قَالَ ابْنُ سَبعٍ: من خَصَائِصِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّ ظِلَّهُ كَانَ لا يَقَعُ على الأَرْضِ، وَأَنَّهُ كَانَ نُورَاً، فَكَانَ إِذَا مَشَى في الشَّمْسِ أَو القَمَرِ لا يُنْظَرُ لَهُ ظِلٌّ.

ثالثاً: جَاءَ في كِتَابِ الوَفَا بِتَعْرِيفِ حُقُوقِ المُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُما قَالَ: لَمْ يَكُنْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ظِلٌّ، وَلَمْ يَقُمْ مَعَ شَمْسٍ قَطُّ إلا غَلَبَ ضَوْؤُهُ ضَوْءَ الشَّمْسِ، وَلَمْ يَقُمْ مَعَ سِرَاجٍ قَطُّ إلا غَلَبَ ضَوْؤُهُ على ضَوْءِ السِّرَاجِ.

رابعاً: قَالَ العَلَّامَةُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ القَارِيُّ: وفي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُما: لَمْ يَكُنْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ظِلٌّ، وَلَمْ يَقُمْ مَعَ شَمْسٍ قَطُّ إلا غَلَبَ ضَوْؤُهُ ضَوْءَ الشَّمْسِ، وَلَمْ يَقُمْ مَعَ سِرَاجٍ قَطُّ إلا غَلَبَ ضَوْؤُهُ على ضَوْءِ السِّرَاجِ. ذَكَرَهُ ابْنُ الجَوْزِيُّ، وَذَكَرَهُ المَنَاوِيُّ في شَرْحِ الشَّمَائِلِ.

وبناء على ذلك:

فَمِنْ خَصَائِصِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ إِذَا مَشَى في ضَوْءِ الشَّمْسِ لا يُرَى لَهُ ظِلٌّ، وذلكَ تَكْرُمَةً لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِئَلَّا يَطَأَ عَلَيْهِ كَافِرٌ، وكَذَلِكَ إِذَا مَشَى في ضَوْءِ القَمَرِ، واللهُ تعالى أَعْلَمُ بالحَقِيقَةِ، ولا غَرَابَةَ في ذلكَ، فَسَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَرِيمٌ على رَبِّهِ عزَّ وجلَّ، وَرَبُّنَا على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
917 مشاهدة