أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

4953 - أيهما أفضل, طول القيام أم طول السجود؟

14-03-2012 22316 مشاهدة
 السؤال :
أيهما أفضل، طول القيام في الصلاة، أم طول السجود؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4953
 2012-03-14

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: يقول الله تبارك وتعالى: {وَقُومُواْ لِلهِ قَانِتِين}.

ويقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (أَفْضَلُ الصَّلاةِ طُولُ القُنُوتِ) رواه الإمام مسلم عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

ثانياً: يقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (أَقْرَبُ مَا يَكُونُ العَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ) رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

ويقول مَعْدَانُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ اليَعْمَرِيُّ: (لَقِيتُ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ يُدْخِلُنِي اللهُ بِهِ الْجَنَّةَ، أَوْ قَالَ: قُلْتُ: بِأَحَبِّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ، فَسَكَتَ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ، فَسَكَتَ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: سَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلهِ، فَإِنَّكَ لا تَسْجُدُ لِله سَجْدَةً، إِلا رَفَعَكَ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً) رواه الإمام مسلم.

ويقول رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ الأَسْلَمِيُّ رضي الله عنه: (كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ، فَقَالَ لِي: سَلْ، فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الجَنَّةِ، قَالَ: أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ؟ قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ، قَالَ: فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ) رواه الإمام مسلم.

ثالثاً: روى الإمام مسلم عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: (رَمَقْتُ الصَّلاةَ مَعَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدْتُ قِيَامَهُ، فَرَكْعَتَهُ، فَاعْتِدَالَهُ بَعْدَ رُكُوعِهِ، فَسَجْدَتَهُ، فَجَلْسَتَهُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، فَسَجْدَتَهُ، فَجَلْسَتَهُ مَا بَيْنَ التَّسْلِيمِ وَالانْصِرَافِ، قَرِيبًا مِنْ السَّوَاءِ).

عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: (أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فَقَامَ يُصَلِّي، فَلَمَّا كَبَّرَ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ ذُو المَلَكُوتِ وَالجَبَرُوتِ وَالكِبْرِيَاءِ وَالعَظَمَةِ، ثُمَّ قَرَأَ البَقَرَةَ، ثُمَّ النِّسَاءَ، ثُمَّ آلَ عِمْرَانَ، لا يَمُرُّ بِآيَةِ تَخْوِيفٍ إِلا وَقَفَ عِنْدَهَا، ثُمَّ رَكَعَ يَقُولُ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ مِثْلَ مَا كَانَ قَائِمًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِثْلَ مَا كَانَ قَائِمًا، ثُمَّ سَجَدَ يَقُولُ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى مِثْلَ مَا كَانَ قَائِمًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: رَبِّ اغْفِرْ لِي مِثْلَ مَا كَانَ قَائِمًا، ثُمَّ سَجَدَ يَقُولُ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى مِثْلَ مَا كَانَ قَائِمًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَامَ، فَمَا صَلَّى إِلا رَكْعَتَيْنِ حَتَّى جَاءَ بِلالٌ فَآذَنَهُ بِالصَّلاةِ) رواه الإمام أحمد وأبو داود.

وبناء على ذلك:

 فالأفضل أن يكون القيام والسجود سواءً، وكان هذا من هَديِهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، لأنَّ القيامَ فضيلَتُهُ بذكرِهِ وهو قراءةُ القرآنِ العظيمِ، والسجودَ فضيلَتُهُ بِهَيئَتِهِ، لأنَّ جميعَ المخلوقاتِ عُلوِيَّها وسُفلِيَّها يقعُ منها السجودُ، ولأنَّ الساجدَ أذلُّ ما يكونُ لِرَبِهِ وأخضَعُ وهو ساجدٌ، وحالة السجود أَشرَفُ الحالاتِ مع اللهِ تعالى، وربُّنا عز وجل سمَّى القائمَ والساجدَ قانِتَاً، قال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا}. والسعيدُ من أكرمَهُ الله تعالى بالخشوعِ مع سِرِّ الإخلاصِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
22316 مشاهدة