أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1783 - حكم من اتهم السيدة عائشة بالفاحشة

14-02-2009 14925 مشاهدة
 السؤال :
هل اتهام امرأة بالزنا يُكَفِّر المُتَّهَم؟ وما حكم من اتهم السيدة عائشة رضي الله عنها بذلك؟ وهل قول الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيم} صريح في الدلالة على براءة السيدة عائشة رضي الله عنها؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1783
 2009-02-14

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإنَّ قذف المُحْصَنِ أو المُحصنة حرام، وهو كبيرة من الكبائر، والقاذف يكون فاسقاً لا كافراً، وذلك لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلاَ تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون}، ويكون معرِّضاً نفسه للعنة الله عز وجل، وذلك لقول الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاَتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم}.

والقذف من السبع الموبقات، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ). قِيلَ: يَا رَسُولَ الله وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: (الشِّرْكُ بِالله، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ الله إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصِنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ) رواه البخاري ومسلم.

فمن قذف امرأة مسلمة ولم يأت بأربعة شهود فهو فاسق، وليس بكافر بنص القرآن العظيم.

أما بالنسبة لقذف السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها ـ بعد أن برَّأها الله تعالى من فوق سبع سماوات بنصٍّ قرآني واضح الدلالة لا يحتاج إلى تأويل ـ فهو كبيرة من الكبائر تخرج صاحبها من دائرة الإيمان والعياذ بالله تعالى، وذلك لقوله تعالى: {يَعِظُكُمُ الله أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين}.

جاء في ردّ المحتار: نعم لا شك في تكفير من قذف السيدة عائشة رضي الله عنها، أو أنكر صحبة الصدّيق، أو اعتقد الألوهيَّة في عليّ، أو أنَّ جبريل غَلِط في الوحي، أو نحوُ ذلك من الكفر الصريح المخالف للقرآن الكريم. اهـ.

وجاء في إعانة الطالبين: أو قذف عائشة رضي الله عنها، أي: وكذلك يكفر من قذف عائشة رضي الله عنها، لأن القرآن نزل ببراءتها، ففي قذفها ـ حماها الله ـ تكذيب للقرآن. اهـ.

وجاء في كشاف القناع: ومن قذف عائشة رضي الله عنها بما برَّأها الله منه كَفَر بلا خلاف، لأنه مكذِّبٌ لنصِّ الكتاب. اهـ.

وكتب الفقه في المذاهب الأربعة على هذا.

فنصُّ القرآن واضح من أوَّل كلمة قالها تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ}، والإفك أشرُّ أنواع الكذب.

نسأل الله تعالى أن يجنِّبنا الزلل، وأن يثبِّتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة، وأن يميتنا على الإيمان الكامل من غير فتنة ولا محنة. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
14925 مشاهدة