أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6470 - الإثم حزَّاز القلوب

14-08-2014 24616 مشاهدة
 السؤال :
ما صحة ومعنى حديث: الإثم حزّاز القلوب؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6470
 2014-08-14

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فهذا الحَدِيثُ: (الإِثمُ حَزَّازُ القُلُوبُ) هوَ من كَلامِ سَيِّدِنَا عَبدِ اللهِ بنِ مَسعُودٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ، وفي رِوَايَةِ الطَّبَرَانِيِّ عن عَبدِ اللهِ ابنِ مَسعُودٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: إِيَّاكُمْ وَأَحْوَازَ الصُّدُورِ.

ومَعنَى (حَزَّازُ القُلُوبُ): أي: ما حَزَّ فِيهَا وحَكَّهَا وأَورَثَهَا غَمَّاً وهَمَّاً.

ورواهُ بَعضُهُم: الإثمُ حَوَّازُ القُلُوبُ. أي: يَحُوزُ القُلُوبَ ويَغلِبُ عَلَيهَا، ويَجعَلُهَا في مِلكَتِهِ.

وهذا الكَلامُ مَأخُوذٌ من قَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ، وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ، وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ» رواه الإمام أحمد عَنْ وَابِصَةَ الْأَسَدِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ. ومن قَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ» رواه الإمام مسلم عَن النَّوَّاسِ بْنِ سِمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

وروى الإمام أحمد عن أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا الْإِثْمُ؟

فَقَالَ: «إِذَا حَكَّ فِي نَفْسِكَ شَيْءٌ فَدَعْهُ».

قَالَ: فَمَا الْإِيمَانُ؟

قَالَ: «إِذَا سَاءَتْكَ سَيِّئَتُكَ، وَسَرَّتْكَ حَسَنَتُكَ، فَأَنْتَ مُؤْمِنٌ».

وبناء على ذلك:

فهذا الحَدِيثُ هوَ من كَلامِ سَيِّدِنَا عَبدِ اللهِ بنِ مَسعُودٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ، ومَعنَاهُ: الإثمُ هوَ ما حَزَّ في قَلبِكَ، وفَقَدتَ الطُّمَأنِينَةَ لَهُ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
24616 مشاهدة