أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6048 - للتخلص من المعاصي والمنكرات

18-12-2013 32525 مشاهدة
 السؤال :
أنا شاب في أول عمري، ودخلت سن الرجال من قريب، فما هو السبيل للتخلص من المعاصي والمنكرات التي يقع فيها الكثير من الشباب؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6048
 2013-12-18

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَجِبُ عَلَيكَ أن تَعلَمَ بأنَّكَ عِندَما دَخَلتَ سِنَّ الرِّجالِ بَدَأَ إحصاءُ أعمالِكَ عَلَيكَ، لِقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ؛ عَن النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَن الصَّبِيِّ حَتَّى يَشِبَّ، وَعَن الْمَعْتُوهِ حَتَّى يَعْقِلَ» رواه الترمذي عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عنهُ. هذا أولاً.

ثانياً: أن تُقَوِّيَ إيمانَكَ بالله تعالى، وذلكَ من خِلالِ كَثرَةِ تِلاوَةِ القُرآنِ العَظيمِ، قال تعالى: ﴿وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون﴾.

ثالثاً: أن تُراقِبَ اللهَ عزَّ وجلَّ، وأن تَذكُرَ قَولَ سَيِّدِنا لُقمانَ لِوَلَدِهِ عِندَما كانَ يُوصيهِ، قال تعالى حِكايَةً عنهُ: ﴿يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِير * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُور * وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُور * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِير﴾.

وأن لا يَغيبَ عنكَ قَولُهُ تعالى: ﴿فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى﴾. وقَولُهُ تعالى: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ﴾. وقَولُهُ تعالى: ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُور﴾.

رابعاً: أن تَعلَمَ بأنَّ أعمالَكَ وأقوالَكَ مَحصِيَّةٌ عَلَيكَ، قال تعالى: ﴿أَحْصَاهُ اللهُ وَنَسُوهُ﴾. وقال تعالى: ﴿وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً﴾.

خامساً: أن تُقارِنَ بَينَ لَذَّةِ المَعصِيَةِ العاجِلَةِ، وبَينَ العُقوبَةِ عَلَيها يَومَ القِيامَةِ، بَعدَ الفَضيحَةِ على رُؤوسِ الأشهادِ.

سادساً: الابتِعادُ عن قُرَناءِ السُّوءِ، وأن تَحفَظَ قَولَ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحاً طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحاً خَبِيثَةً» رواه الشيخان عن أبي موسى رَضِيَ اللهُ عنهُ.

وبناء على ذلك:

فَكُنْ حَريصاً على مُجالَسَةِ الصَّالِحينَ، وتَزَوَّدْ من نَصائِحِهِم، وتَعَوَّدِ الصِّدْقَ معَهُم، واحذَرْ من صُحبَةِ من يَدعونَكَ إلى المَعصِيَةِ، حتَّى لا يَنطَبِقَ عَلَيكَ قَولُهُ تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيَّاً﴾.

واجعَلْ بَينَ عَينَيكَ قَولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ ـ وعَدَّ منهُم: ـ وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ» رواه الشيخان عن أبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

فَكُنْ يا ابنَ أخي مَضرِبَ مَثَلٍ بَينَ الشَّبابِ بالتِزامِكَ دِينَ الله تعالى، وذلكَ من خِلالِ مُصَاحَبَةِ الصَّالِحينَ.

أسألُ اللهَ تعالى لنا ولكَ ولأولادِنا الحِفظَ والسَّلامَةَ من داءِ هذا العَصرِ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
32525 مشاهدة