أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7944 - قبض أرواح الحيوانات

03-04-2017 3114 مشاهدة
 السؤال :
هل الحيوانات لها روح؟ ومن يقبض أرواحها؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7944
 2017-04-03

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ رَوَى الطَّبَرَانِيُّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: وَنَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَلَكِ المَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عِنْدَ رَأْسِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: «يَا مَلَكَ المَوْتِ، ارْفُقْ بِصَاحِبِي فَإِنَّهُ مُؤْمِنٌ».

فَقَالَ مَلَكُ المَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: طِبْ نَفْسَاً وَقَرَّ عَيْنَاً، وَاعْلَمْ أَنِّي بِكُلِّ مُؤْمِنٍ رَفِيقٌ، وَاعْلَمْ يَا مُحَمَّدُ، أَنِّي لَأَقْبِضُ رُوحَ ابْنِ آدَمَ، فَإِذَا صَرَخَ صَارِخٌ مِنْ أَهْلِهِ قُمْتُ فِي الدَّارِ وَمَعِيَ رُوحُهُ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا الصَّارِخُ؟ وَاللهِ مَا ظَلَمْنَاهُ وَلَا سَبَقْنَا أَجَلَهُ وَلَا اسْتَعْجَلْنَا قَدَرَهُ، ومَالَنَا فِي قَبْضِهِ مِنْ ذَنْبٍ، فَإِنْ تَرْضَوْا بِمَا صَنَعَ اللهُ تُؤْجَرُوا، وَإِنْ تَحْزَنُوا وتَسْخَطُوا تَأْثَمُوا وتُؤْزَرُوا، مَا لَكُمْ عِنْدَنَا مِنْ عُتْبَى، وَإِنَّ لَنَا عِنْدَكُمْ بَعْدُ عَوْدَةً وَعَوْدَةً، فَالْحَذَرُ؛ وَمَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ يَا مُحَمَّدُ شَعْرٌ وَلَا مَدَرٌ، بَرٌّ وَلَا بَحْرٌ، سَهْلٌ وَلَا جَبَلٌ، إِلَّا أَنَا أَتَصَفَّحُهُمْ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ حَتَّى لَأَنَا أَعْرَفُ بِصَغِيرِهِمْ وكَبِيرِهِمْ مِنْهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ؛ وَاللهِ يَا مُحَمَّدُ لَوْ أَرَدْتُ أَنْ أَقْبِضَ رُوحَ بَعُوضَةٍ مَا قَدَرْتُ عَلَى ذَلِكَ، حَتَّى يَكُونَ اللهُ هُوَ أَذِنَ بِقَبْضِهَا.

قَالَ جَعْفَرٌ: بَلَغَنِي أَنَّهُ إِنَّمَا يَتَصَفَّحُهُمْ عِنْدَ مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ فَإِذَا نَظَرَ عِنْدَ المَوْتِ، فَمَنْ كَانَ يُحَافِظُ عَلَى الصَّلَوَاتِ دَنَا مِنْهُ المَلَكُ وَدَفَعَ عَنْهُ الشَّيْطَانَ، وَيُلَقِّنُهُ المَلَكُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، وَذَلِكَ الْحَالُ الْعَظِيمُ.

وَالظَّاهِرُ مِنْ هَذَا الحَدِيثِ وَإِنْ كَانَ ضَعِيفَاً أَنَّ مَلَكَ المَوْتِ مُوَكَّلٌ بِقَبْضِ رُوحِ كُلِّ ذِي رُوحٍ، وَكُلُّ ذَلِكَ بِأَمْرِ اللهِ تعالى.

وَيَقُولُ الطَّحَاوِيُّ في عَقِيدَتِهِ: وَنُؤْمِنُ بِمَلَكِ المَوْتِ المُوَكَّلِ بِقَبْضِ أَرْوَاحِ العَالَمِينَ.

وَالعَالَمُونَ كُلٌّ مِنْ سِوَى اللهِ تعالى.

وبناء على ذلك:

فَالحَيَوَانَاتُ لَهَا أَرْوَاحٌ، وَإِذَا حَانَ أَجَلُهَا قَبَضَ رُوحَهَا مَلَكُ المَوْتِ بِأَمْرٍ مِنَ اللهِ تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3114 مشاهدة