أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7423 - فضل آية الكرسي

19-07-2016 2118 مشاهدة
 السؤال :
ما هو فضل تلاوة آية الكرسي، وما هي منزلتها في القرآن العظيم؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7423
 2016-07-19

الجواب: الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

روى الإمام مسلم عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا الْـمُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟».

قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.

قَالَ: «يَا أَبَا الْـمُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟».

قَالَ: قُلْتُ: ﴿اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾.

قَال: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي، وَقَالَ: «وَاللهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْـمُنْذِرِ».

وروى الحاكم عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ كَانَ لَهُ جَرِينُ تَمْرٍ، فَكَانَ يَجِدُهُ يَنْقُصُ، فَحَرَسَهُ لَيْلَةً، فَإِذَا هُوَ بِمِثْلِ الْغُلَامِ الْـمُحْتَلِمِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ.

فَقَالَ: أَجِنِّيٌّ، أَمْ إِنْسِيٌّ؟.

فَقَالَ: بَلْ جِنِّيٌّ.

فَقَالَ: أَرِنِي يَدَكَ؛ فَأَرَاهُ، فَإِذَا يَدُ كَلْبٍ وَشَعْرُ كَلْبٍ.

فَقَالَ: هَكَذَا خَلْقُ الْجِنِّ.

فَقَالَ: لَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنُّ إِنَّهُ لَيْسَ فِيهِمْ رَجُلٌ أَشَدُّ مِنِّي.

قَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟

قَالَ: أُنْبِئْنَا أَنَّكَ تُحِبُّ الصَّدَقَةَ، فَجِئْنَا نُصِيبُ مِنْ طَعَامِكَ.

قَالَ: مَا يُجِيرُنَا مِنْكُمْ؟

قَالَ: تَقْرَأُ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ ﴿اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾.

قَالَ: نَعَمْ.

قَالَ: إِذَا قَرَأْتَهَا غُدْوَةً أُجِرْتَ مِنَّا حَتَّى تُمْسِيَ، وَإِذَا قَرَأْتَهَا حِينَ تُمْسِي أُجِرْتَ مِنَّا حَتَّى تُصْبِحَ.

قَالَ أُبَيٌّ: فَغَدَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ.

فَقَالَ: «صَدَقَ الْخَبِيثُ».

وروى الإمام أحمد عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِي المَسْجِدِ جَالِسَاً وَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ، فَأَقْصَرُوا عَنْهُ، حَتَّى جَاءَ أَبُو ذَرٍّ فَأَقْحَمَ فَأَتَى فَجَلَسَ إِلَيْهِ.

فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، هَلْ صَلَّيْتَ اليَوْمَ؟».

قَالَ: لَا.

قَالَ: «قُمْ فَصَلِّ».

فَلَمَّا صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتِ الضُّحَى أَقْبَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: « يَا أَبَا ذَرٍّ، تَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْ شَرِّ شَيَاطِينِ الجِنِّ وَالإِنْسِ».

قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، وَهَلْ لِلإِنْسِ شَيَاطِينٌ؟

قَالَ: «نَعَمْ ﴿شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورَاً ﴾».

...........  ثمَّ قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَيَّمَا أُنْزِلَ عَلَيْكَ أَعْظَمُ؟

قَالَ: «﴿اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾».

وروى الحاكم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «سُورَةُ الْبَقَرَةِ فِيهَا آيَةٌ سَيِّدَةُ آيِ الْقُرْآنِ، لَا تُقْرَأُ فِي بَيْتٍ وَفِيهِ شَيْطَانٌ، إِلَّا خَرَجَ مِنْهُ؛ آيَةُ الْكُرْسِيِّ».

وروى البيهقي عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ آيَةَ الْكُرْسِيِّ حُفِظَ إِلَى الصَّلَاةِ الْأُخْرَى، وَلَا يُحَافِظُ عَلَيْهَا إِلَّا نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدٌ».

وروى الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا الْـمَوْتُ».

وبناء على ذلك:

فَآيَةُ الكُرْسِيِّ لَهَا شَأْنٌ عَظِيمٌ، وَلَهَا أَثَرٌ كَبِيرٌ في حَيَاةِ الإِنْسَانِ المُؤْمِنِ، فَهِيَ الوَاقِيَةُ وَالحَارِسَةُ لَهُ مِنْ شَيَاطِينِ الإِنْسِ وَالجِنِّ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2118 مشاهدة