أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5075 - حكم السرقة للكهرباء

21-04-2012 32964 مشاهدة
 السؤال :
هل يجوزُ للرجلِ المسلمِ أن يسرقَ الكهرباءَ، لأنَّ الدولة ظالمة لا تعطي الشعب حقه؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5075
 2012-04-21

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}. ويقول تعالى: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}.

ثانياً: يقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (وَلا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ) رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. فلم يُفرِّق النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بين سَرِقَةِ الأموالِ العامةِ أو الأموالِ الخاصةِ.

ويقول ابن حجر رحمه الله تعالى: (عَدُّ السَّرِقَةِ مِنَ الكَبَائِرِ هُوَ مَا اتَّفَقُوا عَلَيْهِ، وَهُوَ صَرِيحُ هَذِهِ الأَحَادِيثِ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ لا فَرْقَ فِي كَوْنِهَا كَبِيرَةً بَيْنَ المُوجِبَةِ لِلْقَطْعِ، وَعَدَمِ المُوجِبَةِ لَهُ، لِشُبْهَةٍ لا تَقْتَضِي حِلَّ الأَخْذِ) اهـ.

وبناء على ذلك:

 فإنَّ سَرِقَةَ الكهرباء بأيِّ صورةٍ من صَوَرِ السَّرِقَةِ لا تَجُوزُ، لأنَّه نَوعٌ من أنواعِ الغِشِّ والخِدَاعِ وأكلِ أموالِ الناسِ بالباطِلِ، وهيَ اعتداءٌ على المالِ العامِ، وليسَ في دِينِ اللهِ تعالى سَرِقَةٌ مباحةٌ وسَرِقَةٌ محرَّمةٌ، ولم يُفرِّق الشرعُ الشريفُ بينَ سَرِقَةٍ مِن مالٍ خاصٍّ أو مالٍ عامٍّ، والإنسانُ المؤمنُ لا يعصي اللهَ تعالى فيمن عصى اللهَ تعالى فيه، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول: (إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا، قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ، وَسَلُوا اللهَ حَقَّكُمْ) رواه الإمام البخاري عن عَبْدِ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ. وفي رواية أنسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (فَإِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الحَوْضِ)

وما دمتَ تقولُ بأنَّ الدَّولةَ ظالمةٌ فيجبُ عليكَ أن لا تزيدَ في عددِ الظَّالمين، وذلكَ بِسَرِقَةِ الكهرباءِ؛ لأنَّ السَّارِقَ ظالمٌ، بل يجبُ عليك أن تَتَذَكَّرَ قولَ اللهِ تعالى: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَاب}.

عليك أن تَلتَجِئَ إلى اللهِ تعالى، وذلك بإحلالِ الحلالِ وتحريمِ الحرامِ، وبِكثرَةِ الدُّعاءِ أن لا يُصيبَكَ اللهُ تعالى بِضُرٍّ بِسَبَبِ الظُّلمِ للآخرينَ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
32964 مشاهدة