أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

4798 - تبين له أن مخطوبته لها علاقات سابقة مع شباب

14-01-2012 33912 مشاهدة
 السؤال :
تقدَّمت من خطبة فتاة، وبعد مدَّة تبيَّن لي أنها كانت لها علاقات مع بعض الشباب، فهل يجوز أن أستوضح منها صحة هذا؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4798
 2012-01-14

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: ربُّنا عزَّ وجلَّ فتح باب التوبة لعباده، مهما كانت الذنوب، ومهما عظمت، قال تعالى: {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الفرقان: 68ـ70].

ثانياً: ربُّنا عزَّ وجلَّ يريد من العبد إن ابتلي بالمخالفات الشرعيَّة أن يستر نفسه، ولا يتحدَّث بها لأحد، كما جاء في الحديث الشريف: (مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ القَاذُورَاتِ شَيْئًا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِ لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللَّهِ) رواه الإمام مالك في الموطأ. وجاء في حديث آخر: (كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلا المُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِن المُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولَ: يَا فُلانُ عَمِلْتُ البَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ) رواه البخاري.

ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (لا يَسْتُرُ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا إِلا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ) رواه مسلم.

ومن البشائر للعبد التائب توبةً صادقةً قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (ثَلاثٌ أَحْلِفُ عَلَيْهِنَّ: لا يَجْعَلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ لَهُ سَهْمٌ فِي الإِسْلَامِ كَمَنْ لا سَهْمَ لَهُ، فَأَسْهُمُ الإِسْلَامِ ثَلاثَةٌ: الصَّلاةُ، وَالصَّوْمُ، وَالزَّكَاةُ؛ وَلا يَتَوَلَّى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَبْدًا فِي الدُّنْيَا فَيُوَلِّيهِ غَيْرَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ؛ وَلا يُحِبُّ رَجُلٌ قَوْماً إِلا جَعَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَعَهُمْ؛ وَالرَّابِعَةُ لَوْ حَلَفْتُ عَلَيْهَا رَجَوْتُ أَنْ لا آثَمَ: لا يَسْتُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَبْدًا فِي الدُّنْيَا إِلا سَتَرَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ) رواه الإمام أحمد والحاكم.

ثالثاً: حذَّرنا النبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من تتبُّع العورات بقوله: (يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلْ الإِيمَانُ قَلْبَهُ! لا تَغْتَابُوا المُسْلِمِينَ، وَلا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعُ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِع اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ) رواه الإمام أحمد وأبو داود.

كما حذَّرنا من سوء الظنِّ بقوله: (إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحَدِيثِ؛ وَلا تَحَسَّسُوا، وَلا تَجَسَّسُوا، وَلا تَنَاجَشُوا، وَلا تَحَاسَدُوا، وَلا تَبَاغَضُوا، وَلا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا) رواه البخاري ومسلم. ومن ابتُلي بذلك فلا يحقِّق، لما جاء في الحديث الشريف: (ثَلاثٌ لازِمَاتٌ لأُمَّتِي: الطِّيَرَةُ، وَالحَسَدُ، وَسُوءُ الظَّنِّ، فَقَالَ رَجُلٌ: مَا يُذْهِبُهُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ مِمَّنْ هُوَ فِيهِ؟ قَالَ: إِذَا حَسَدْتَ فَاسْتَغْفَرِ اللهَ، وَإِذَا ظَنَنْتَ فَلا تُحَقِّقْ، وَإِذَا تَطَيَّرْتَ فَامْضِ) رواه الطبراني.

وبناء على ذلك:

فليس من حقِّك شرعاً أن تسأل المخطوبة عن ذلك، وكما ليس بواجب عليها أن تخبرك عن ماضيها، ثم لتعلم من الذي ما أساء قط، ومن له الحُسنى فقط؟

وهل ترضى أن تسألك زوجتك عن ماضيك إذا كنت لا قدر الله قد ابتليت بشيء من هذه القاذورات؟

فإذا كانت هذه الفتاة صلاحها ظاهر لك فتزوَّج منها، وإلا إذا كنت تعلم من نفسك أنك لن تصبر على مثل هذه الخواطر، فلا تبحث عن عورات هذه الفتاة، وابحث عن زوجة غيرها لك. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
33912 مشاهدة