أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7178 - ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوَاً﴾

18-02-2016 1816 مشاهدة
 السؤال :
يقول الله تبارك وتعالى: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوَاً انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمَاً﴾.لماذا كان الضمير راجعاً للتجارة دون اللهو؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7178
 2016-02-18

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَوْلُهُ تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوَاً انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمَاً﴾. في سُورَةِ الجُمُعَةِ إِشَارَةٌ إلى مَا حَصَلَ من الصَّحَابَةِ الكِرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنهُم، روى الإمام البخاري رَحِمَهُ اللهُ تعالى في صَحِيحِهِ عَن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُما قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَقْبَلَتْ عِيرٌ تَحْمِلُ طَعَامَاً، فَالْتَفَتُوا إِلَيْهَا، حَتَّى مَا بَقِيَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلَاً؛ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ:﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوَاً انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمَاً﴾.

فَقَالَ تعالى: ﴿انْفَضُّوا إِلَيْهَا﴾. وَلَمْ يَقُلْ: انْفَضُّوا إِلَيْهِمَا، لِأَنَّ التِّجَارَةَ واللَّهْوَ عَمَلٌ وَاحِدٌ، وَهُمَا اللذانِ يشْغَلَانِ المُؤْمِنِينَ عَن العِبَادَةِ والذِّكْرِ، أَو لِأَنَّ التِّجَارَةَ أَهَمُّ عِنْدَهُم من اللَّهْوِ، وَلِأَنَّ الحَدَثَ الذي نَزَلَتْ الآيَةُ بِسَبَبِهِ هُوَ مَجِيءُ عِيرِ دِحْيَةَ من الشَّامِ، فَاكْتَفَى عَن ضَمِيرِ اللَّهْوِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1816 مشاهدة