أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

426 - نظر المرأة إلى الرجال

03-03-2008 61918 مشاهدة
 السؤال :
لقد كنت أنظر إلى أحد الشبان وأراقبه، فلاحظ أمري فعندها استعدت رشدي وقررت أن أتوب عن هذه المعصية التي كانت تغشي عيني، فتركت هذه المعصية معاهدة ربي ألا أعود لها أو لمثلها. فما حكم هذه المعصية؟ وما هو طريق التوبة ليغفر لي ربي ما فعلت؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 426
 2008-03-03

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

  أولاً: أقول لك يا أختاه: تذكري قول الله عز وجل: {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور} وتذكري قوله تعالى: {إن الله كان عليكم رقيباً} وتذكري قوله تعالى: {إن الله كان بما تعملون بصيراً} وتذكري قوله جل جلاله: {وهو معكم أينما كنتم}.

وتذكري يا أختاه قول الله عز وجل: {أحصاه الله ونسوه} وتذكري قوله جل ثناؤه: {ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً * اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً} وتذكري قوله تعالى: {فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه * إني ظننت أني ملاق حسابيه * فهو في عيشة راضية * في جنة عالية * قطوفها دانية * كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية * وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه * ولم أدر ما حسابيه * يا ليتها كانت القاضية * ما أغنى عني ماليه * هلك عني سلطانيه * خذوه فغلوه * ثم الجحيم صلوه * ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه * إنه كان لا يؤمن بالله العظيم * ولا يحض على طعام المسكين * فليس له اليوم هاهنا حميم * ولا طعام إلا من غسلين * لا يأكله إلا الخاطئون}.

أوما تعرفين نداء الله عز وجل إذ يقول: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن} وأنت بحمد الله من أهل الإيمان. ووالله إن الله ما أمر النساء بذلك إلا من أجل سلامة أعراضهن، التي بها سلامة شرفهن، وطهارة ذيولهن، وخاصة في زمن كثرت فيه الذئاب البشرية، الذين لا يعرفون الغيرة على محارمهم، فضلاً عن محارم الآخرين.

أوما تعرفين يا أختاه كم من مؤمنة صارت عرضة لهؤلاء الفساق فضاع شرفها، وأول الانحراف من نظرة؟ كم من مؤمنة صارت عرضة للضياع بسبب نظرة؟ كم من مؤمنة صارت ضحية بسبب نظرة؟ كم من امرأة طُلِّقت بسبب نظرة؟ وكم من امرأة صارت عانساً بسبب نظرة؟

يا أختاه: روى أبو داود عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وميمونة، قالت: فبينما نحن عنده أقبل ابن أم مكتوم فدخل عليه، وذلك بعدما أُمرنا بالحجاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (احتجبا منه) فقلنا: يا رسول الله، أليس أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أفعمياوان أنتما، ألستما تبصرانه)؟!.

فاحذري يا أختاه من زنى العينين، وهو النظر إلى الرجال، لما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لم أر شيئاً أشبه باللمم مما قال أبو هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنى، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه).

ويقول ابن مسعود رضي الله عنه: حفظ البصر أشد من حفظ اللسان.

فاحفظي يا أختاه نظرك كي يحفظ الله عينيك من نار جهنم يوم القيامة.

وبناء على ذلك:

فالطريق إلى مغفرة الله عز وجل للذنب، كما قال تعالى: {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى} فالطريق للمغفرة هو التوبة، والتوبة لها شروط، أهمها:

الندم على فعل المعصية، بعد الإقلاع عنها، والجزم على ألا يعود إليها مرة ثانية ما دامت روحه في جسده، وترك قرناء السوء، فإذا ما تحققت شروط التوبة من التائب فليستبشر بقوله تعالى: {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً}.

فالحمد لله الذي شرح صدرك للتوبة من هذه المعصية، واعلمي أخيراً يا أختاه وعلِّمي غيرك فوائد غض البصر، التي من جملتها:

1- يورث في قلب العبد المؤمن حلاوة الإيمان، وما أعظمها من حلاوة.

2- يورث في قلب العبد المؤمن نوراً يفرق به بين الحق والباطل.

3- يورث الحياء عند المؤمن، والحياء لا يأتي إلا بخير.

4- لا يجعل العبد نادماً لا في الدنيا ولا في الآخرة.

5- يصون المجتمع من انتشار الفاحشة والفساد في الأرض.

6- يجلب العفة، التي هي أشرف ما يكون في الرجل والمرأة.

أسأل الله تعالى لنا ولكم الحفظ من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
61918 مشاهدة