أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

4599 - تمني الموت بسبب اغتصابها

07-12-2011 86090 مشاهدة
 السؤال :
امرأة اغتصبت، وهي ترفض الزواج وتتمنى الموت بسبب اغتصابها، فهل هذا جائز شرعاً؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4599
 2011-12-07

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لا بُدَّ مُتَمَنِّيًا فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتْ الحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الوَفَاةُ خَيْرًا لِي) رواه البخاري ومسلم، ويقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (لا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ، وَلا يَدْعُ بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُ، إِنَّهُ إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ انْقَطَعَ عَمَلُهُ، وَإِنَّهُ لا يَزِيدُ المُؤْمِنَ عُمْرُهُ إِلا خَيْرًا) رواه مسلم. ويقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ القَاذُورَاتِ شَيْئًا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِ لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللَّهِ) رواه الإمام مالك، ويقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلا المُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنْ المُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولَ: يَا فُلانُ عَمِلْتُ البَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ) رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، ويقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب) رواه البيهقي عن عمران بن حصين رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفاً. ويقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنْ أُمَّتِي الخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ) رواه ابن ماجه.

وبناء على ذلك:

1ـ يجب على هذه المرأة أن تعلم بأنه لا إثم عليها ما دامت أنها اغتصبت اغتصاباً، ولم يكن لها أيُّ سبب في هذا الاغتصاب. ويكفيها أن تتوب إلى الله تعالى، وأن تستغفر الله تعالى من هذا الذنب الذي وقعت فيها رغماً عنها.

2ـ لا يجوز لها تمني الموت لهذه المصيبة التي وقعت فيها، ولتقل: (اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتْ الحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الوَفَاةُ خَيْرًا لِي).

3ـ عليها أن لا ترفض الزواج إذا تقدَّم لخطبتها صاحب دين وخُلق، ولا يجب عليها أن تُعلم الزوج بما حصل معها، فإذا شعر الزوج بذلك فعليها أن تعرِّض في الأمر تعريضاً، بأن غشاء البكارة تمزَّق بسبب حادث، ولتعلم بأنه من توكَّل على الله تعالى كفاه، قال تعالى: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}. هذا، والله تعالى أعلم.
المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
86090 مشاهدة