أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6675 - إنقاذه من المال الحرام

11-01-2015 3946 مشاهدة
 السؤال :
مات والدي، وهو آكل أموال الناس بالباطل، وأراه في نومي بأحوال مخيفة ومنفرة، أحياناً أراه محروقاً مسودَّ الوجه، وأحياناً أراه في دورة المياه يتقلب، فماذا أفعل لعل الله تعالى أن ينقذه من جريمة أكل المال بالباطل؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6675
 2015-01-11

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: من أَخطَرِ مَا يَلقَى العَبدُ رَبَّهُ يَومَ القِيَامَةِ أَكْلُ أَموَالِ النَّاسِ بالبَاطِلِ، فَهِيَ كَبِيرَةٌ من الكَبَائِرِ، وسَبَبٌ لإفلاسِ العَبدِ يَومَ القِيَامَةِ، وأن يَكُونَ مَصِيرُهُ إلى نَارِ جَهَنَّمَ، وبِئْسَ المَصِيرُ، نَسأَلُ اللهَ تعالى العَافِيَةَ.

ثانياً: يَجِبُ على العَبدِ أن يُعِيدَ الحُقُوقَ لأَصحَابِهَا قَبلَ مَوتِهِ، وإلا سَيَندَمُ ولا يَنفَعُهُ النَّدَمُ، 

ثالثاً: من شُرُوطِ صِحَّةِ التَّوبَة، رَدُّ الحُقُوقِ لأَصحَابِهَا.

وبناء على ذلك:

فإذا كَانَ وَالِدُكَ تَرَكَ مَالاً، وأَنتَ تَعرِفُ أنَّ هذا المَالَ من حَرَامٍ، وتَعرِفُ أَصحَابَهُ، فَيَجِبُ عَلَيكَ أن تَرُدَّ الأَموَالَ لأَصحَابِهَا، أو أن تَطلُبَ مِنهُمُ السَّمَاحَ عن وَالِدِكَ، وإذا لم تَعرِفْ أَصحَابَ المَالِ، فَاصْرِفْهُ للفُقَرَاءِ.

وإنْ لَم يَتْرُكْ مَالاً، فلا يَجِبُ عَلَيكَ إلا الدُّعَاءَ لَهُ بالمَغفِرَةِ، وأن تَسْتَعْطِفَ قُلُوبَ أَصحَابِ الحُقُوقِ عَلَيهِ، وتَطلُبَ السَّمَاحَ مِنهُم.

وإذا كَانَت أَحوَالُكَ المَادِّيَّةُ مَيسُورَةً، فَأَدِّ عن وَالِدِكَ مَا تَستَطِيعُ أَدَاءَهُ لأَصحَابِ الحَقِّ، وإذا لَم تَعْرِفْهُمْ فَتَصَدَّقْ عَنهُم، وهذا من بَابِ البِرِّ بِوَالِدِكَ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3946 مشاهدة