أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

2177 - التوفيق بين حديث: (حياتي خير لكم) وحديث: (فأقول سحقاً سحقاً)

11-07-2009 16097 مشاهدة
 السؤال :
كيف يمكن التوفيق بين حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (حياتي خير لكم تحدثون ونحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم، فما رأيت من خير حمدت الله عليه، وما رأيت من شر استغفرت الله لكم) قال الهيثمي: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (أَلا لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ أُنَادِيهِمْ أَلا هَلُمَّ فَيُقَالُ إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا) رواه مسلم؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 2177
 2009-07-11

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فلا تعارض بين الحديثين، فالحديث الأول يقصد به المؤمنون المحبُّون المتَّبعون للنبي صلى الله عليه وسلم ، أو أمة الإجابة الذين استجابوا لله وللرسول إذا دعاهم لما يحييهم، فهؤلاء الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا، وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون، فهم الذين يحمد النبي صلى الله عليه وسلم ربه على ما يفعلون من خير، ويستغفر لما يفعلون من شر.

والحديث الثاني يقصد به الذين غيَّروا في العقائد والإيمان من الفرق الضالة التي فسدت عقائدها وانحرفت أفكارها عن منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم انحرافاً خطيراً ينسف أعمالهم حيث بدلوا تبديلاً، فسحقاً سحقاً، أعاذنا الله منهم ومن أفكارهم وأعمالهم. فهؤلاء لا فائدة من عرض أعمالهم عليه صلى الله عليه وسلم لأنه لن يستغفر الله لهم. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
16097 مشاهدة