أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6660 - هل اجتمع سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مع الجن؟

29-12-2014 4145 مشاهدة
 السؤال :
هل اجتمع سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مع الجن، ودعاهم إلى الإسلام؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6660
 2014-12-29

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: يَقُولُ تَعالى: ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ﴾.

 ويَقُولُ تَعالى: ﴿قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً﴾.

ثانِياً: رَوَى الإمَامُ البُخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ أَنَّهُ كَانَ يَحْمِلُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِدَاوَةً لِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَتْبَعُهُ بِهَا.

فَقَالَ: «مَنْ هَذَا»؟

فَقَالَ: أَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ.

فَقَالَ: «ابْغِنِي أَحْجَاراً أَسْتَنْفِضْ بِهَا، وَلاَ تَأْتِنِي بِعَظْمٍ وَلاَ بِرَوْثَةٍ».

 فَأَتَيْتُهُ بِأَحْجَارٍ أَحْمِلُهَا فِي طَرَفِ ثَوْبِي، حَتَّى وَضَعْتُ إِلَى جَنْبِهِ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ مَشَيْتُ، فَقُلْتُ: مَا بَالُ الْعَظْمِ وَالرَّوْثَةِ؟

قَالَ: «هُمَا مِنْ طَعَامِ الْجِنِّ، وَإِنَّهُ أَتَانِي وَفْدُ جِنِّ نَصِيبِينَ وَنِعْمَ الْجِنُّ، فَسَأَلُونِي الزَّادَ، فَدَعَوْتُ اللهَ لَهُمْ أَنْ لاَ يَمُرُّوا بِعَظْمٍ وَلاَ بِرَوْثَةٍ إِلاَّ وَجَدُوا عَلَيْهَا طَعَاماً».

ورَوَى البَيهَقيُّ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قال: قَرَأَ عَلَينَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ سُورَةَ الرَّحمَنِ، حَتَّى خَتَمَهَا.

ثُمَّ قَالَ: «مَالي أَرَاكُمْ سُكُوتاً؟! لَلْجِنُّ كَانُوا أَحْسَنَ رَدَّاً مِنْكُمْ؛ مَا قَرَأْتُ عَلَيْهِمْ هَذِهِ الآيةَ مِنْ مَرَّةٍ: ﴿فَبِأَيِّ آلاء ِرَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾. إلاَّ قَالُوا: لاَ بِشَيْءٍ مِنْ نِعَمِكَ رَبَّنَا نُكَذِّبُ فَلَكَ الحَمدَ».

وبناء على ذلك:

فَسَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِاتِّفَاقِ العُلَمَاءِ أّنَّهُ مُرسَلٌ إلى عَالَمِ الإِنسِ والجِنِّ، وَبِكَونِهِ مُرسَلٌ لِلعَالَمِينَ، فَلَا بُدَّ مِنَ اللقاءِ بَينَ الرَّسُولِ والمُرسَلِ إلَيهِم.

ويُؤَكِّدُ هَذا اللقَاءَ قولُهُ تَعالى: ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ﴾. يَعنِي وَجَّهنَا إِلَيكَ.

كَمَا يُؤَكِّدُ هَذَا حَدِيثُ الإِمَامِ البُخَاريِّ السَّابِقِ ذِكْرُهُ. هذا، والله تعالى أعلم.  

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
4145 مشاهدة